سجلت الأسواق الشعبية اليومية "المتنقلة" في مدن وقرى الأحساء "اختفاءً" ملحوظا في العمالة الوافدة "المخالفة" خلال الفترة الحالية بالتزامن مع حملة "التصحيح" لضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، التي انطلقت قبل نحو ثلاثة أسابيع، والتواجد الأمني المستمر "ميدانيا" في كافة الأسواق لضبط العمالة المخالفة. وأجمع باعة سعوديون "جائلون" في تلك الأسواق، خلال أحاديثهم ل "الوطن" في سوقي الخميس والجمعة الشعبيين في مدينة الهفوف وبلدة الطرف التابعتين للأحساء، أنهم للتو بدؤوا "يتنفسون الصعداء" بعد المضايقات الشديدة والمستمرة التي كانوا يتعرضون لها بصفة مستمرة من الباعة "الوافدين"، وأولى تلك المضايقات الاستيلاء على المواقع "المناسبة" في الأسواق من خلال حضورهم المبكر للأسواق، وخاصة في الأسواق المتنقلة "الصباحية"، إذ إن البعض منهم يحجزون مواقعهم من الليل، ويتناوبون فيما بينهم على حراسة المواقع التي حجزوها ليلاً، وبالتالي لا يجد البائع "السعودي" إلا المواقع البعيدة عن حركة المتسوقين في السوق. وأشار علي البطيان "بائع خضار وفواكه" إلى أن العمالة "الوافدة"، ضايقت كثيراً الباعة السعوديين "الجائلين"، وساهمت في طرد وابتعاد الكثير من السعوديين من الأسواق الشعبية. ومن بين أشكال تلك المضايقات "الغش"، وذلك ببيعهم الفواكه والخضراوات ذات الجودة "المتدنية" بأسعار منخفضة في محاولة لكسب الزبائن لصالحهم، وخداع الزبائن بتلك الأسعار، متسببين في خسائر مالية طائلة للباعة السعوديين الذين يوردون فواكه وخضراوات مرتفعة "الجودة" جراء عدم بيعها في وقتها المناسب، وبالتالي تأخرها عند الباعة السعوديين وبيعها بالخسارة، أو قد تتعرض للفساد والتلف وخسارة كل قيمتها. وذكر إبراهيم المسلم "بائع كماليات وملابس جاهزة" أن العمالة الوافدة في الأسواق الشعبية تتعمد الإساءة للبائع السعودي، ومن جملة تلك الإساءات بيعهم القطعة الواحدة بسعر الجملة، واتفاقهم على توحيد التسعيرة فيما بينهم والبيع بهامش ربحي بسيط جداً في محاولة منهم إلى كسب الزبون وإزعاج البائع السعودي، باعتبار أن الهامش الربحي البسيط مناسب لهم، وهو غير مناسب لبائع سعودي لديه أسرة يصرف عليها ويعتمد على مبيعاته من السوق في توفير قوت يومه لأسرته، لافتا إلى أن معدل أرباحه من الأسواق بعد مغادرة العمالة من 150 ريالا إلى 250 ريالا يوميا، في الوقت الذي كان لا يجني فيه قبل حملة "التصحيح" أكثر من 120 ريالا. وأبان طالب العبدالله "بائع أحذية" أن الأسواق الشعبية "المتنقلة" باتت حاليا بيئة جاذبة للشباب السعودي بعد مغادرة العمالة المخالفة منها، وبها مواقع شاغرة لاستقبال مباسط بيع للشباب السعودي في كافة المبيعات، بجانب توفير فرص عمل للشباب السعودي في تكوين مباسط "متنقلة" والكسب من خلال الأعمال الحرة.