تتفشى ظاهرة الباعة الجائلين وتتزايد في موسم رمضان المبارك والأعياد أمام المساجد والمراكز التجارية؛ طلباً لكسب لقمة العيش التي غالباً ما يمتهنها ذوو الطبقة الفقيرة أو العمالة الأجنبية، إلا أن هذه الممارسات تسبب مضايقات وازدحاما في الطرقات وتعرض حياة الآخرين للمخاطرة من خلال منتجاتهم المتنوعة. «الجزيرة» استعرضت آراء مختصين حول هذه الظاهرة، فيما تركزت الحلول من وجهة نظرهم في ضرورة تبني أسواق تجارية موسمية منظمة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة. وطالب عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض المستثمر عبد الله بلشرف من الجهات المختصة وضع آلية لتنظيم عمل هؤلاء الباعة الجائلين قائلاً : نلاحظ أن هذه الظاهرة في ازدياد ولا توجد دراسة محددة تبين معدل ونسب الزيادة فيها وهي ظاهرة غير مقبولة ويؤسفني وجودهم غير الحضاري، وأتمنى أن توضع آلية تليق بهذا الشهر الكريم في طلب الأرزاق من قبل الجهات المختصة لأن لديها من الخبرة والتنظيم الشيء الكثير. ويرى بلشرف أن المستهلكين باتوا أكثر وعيا ولديهم من الإدراك ما يكفي تجاه البضائع التي تسوق عن طريق الجائلين وكونها ليست بالمستوى اللائق ولم يعد لديهم الرغبة في اقتناء السلعة التي من المحتمل أن تسبب لهم ولأسرهم الضرر، مشيراً إلى أن وجود الباعة الجائلين أمام المراكز التجارية لا يشكل مضايقات أو خسائر من الناحية التجارية من حيث قلة الأسعار وتنوع البضائع، ولكن تأتي المضايقة والإزعاج للزبائن خاصة فيما يتعلق بمواقف السيارات وصعوبة الحركة. كما يرى بلشرف أن فكرة عمل أسواق موسمية رمضانية ليعمل بها ذوو الطبقة المحتاجة فكرة جيدة وقد تبلورت وأصبحت في معظم مدن المملكة وقد أطلق عليها الأسر المنتجة. وقد قامت وزارة التجارة والبلديات مشكورة بطرح مبادرات وخطط مماثلة وعقدت ندوات بين جهات الاختصاص ورجال الأعمال في تطوير وطرح الطرق المثلى لاستغلال ومساعدة هذه الطبقة. من جهته قال يوسف القفاري الرئيس التنفيذي لشركة أسواق العثيم: إن الباعة الجائلين يشكلون مصدر قلق ليس على مستوى المملكة وإنما على مستوى الكثير من دول العالم، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن ظاهرة انتشار الباعة الجائلين يترتب عليها آثار ضارة على صحة وسلامة المستهلكين من خلال عرض بضائع غير صحية ومجهولة المصدر ولا تلتزم بالاشتراطات الصحية ويتم عرضها للبيع تحت أشعة الشمس والهواء وعوادم السيارات، إضافة إلى ذلك فإن أغلب الباعة الجائلين يتسببون في ازدحام الطرقات ويحدثون الفوضى والإخلال بالنظام العام وعرقلة السير. وبلا شك فإن ظاهرة الباعة الجائلين في تزايد مستمر خاصة من قبل العمالة الأجنبية.. أما بالنسبة لتأثيراتها السلبية من الناحية التجارية فيقول القفاري: ان سلبياتها تتمثل بشكل رئيس في الافتقار إلى معايير السلامة الصحية وما تسببه من فوضى وإخلال بالنظام وهذا هو المهم، لأن تداعيات ذلك تطال المجتمع عامة وليس المراكز التجارية. وعلى خلفية تنظيم أسواق موسمية مؤقتة من قبل رجال الأعمال للحد من هذه الظاهر السلبية قال القفاري: ان هناك نظاما لأصحاب المباسط محدد من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية إلا أن الباعة الجائلين لا يلتزمون به ويتجاوزن في الغالب التعليمات ويمارسون البيع في غير الأماكن المصرح بها، ومحاولة القضاء على هذه الظاهرة مسؤولية تضامنية بين المجتمع والجهات الرقابية المختصة. أما بالنسبة للجهود التي يقوم بها رجال الأعمال والمستثمرون في مساعدة الطبقة المحتاجة وتنظيم أسواق رمضانية تستوعب هذه الفئات المحتاجة، فلدينا تجربة جيدة منظمة ومستمرة لدعم الأسر المنتجة وذلك في إطار برامج المسؤولية الاجتماعية التي تعمل عليها الشركة من خلال تنظيم العديد من المعارض والبازارات للأسر المنتجة لعرض منتجاتها مجاناً على مدار العام وهناك موقع مجاني دائم تم تخصيصه بالعثيم مول بريدة للجمعية النسائية الحرفية في منطقة القصيم, كما أن لدينا اتفاقية تعاون في مجال دعم الأسر المنتجة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار بتنظيم معرض شهري للأسر المنتجة بالعثيم مول الربوة وسيتم تعميم هذه التجربة الناجحة في كل مولات العثيم مول على مستوى المملكة. وفي ذات السياق أوضح مصدر مسؤول في أمانة منطقة الرياض أن نسبة زيادة الباعة الجائلين تختلف باختلاف الأوقات والمناسبات، حيث تقوم أمانة منطقة الرياض بعمل دراسات ومتابعات مستمرة للأعداد والمواقع للباعة الجائلين ويتم تقييم الوضع بشكل مستمر لوضع الحلول المناسبة لهذه الظاهرة. وأضاف المصدر أن الأمانة عملت على دراسة الظروف المحيطة بهؤلاء الباعة ومراعاة ظروفهم واحتياجاتهم المعيشية وحمايتهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها جراء وجودهم في الطرقات والشوارع الرئيسية وذلك لوضع تصور كامل لهذه الظاهرة ، حيث وجه أمين منطقة الرياض بإيجاد مواقع مجانية تخصص للباعة الجائلين السعوديين ضمن نطاق البلديات الفرعية، كما قامت الأمانة بتحديد المواقع المناسبة بأنحاء مدينة الرياض وتم إعداد الدراسات والتصاميم وتنفيذ عدد تسعة مواقع مجانية ومستمرة طوال العام وليست فقط في المواسم وستكون مظللة للحفاظ على جودة المعروضات وضمان راحة الباعة ولسهولة الرقابة على المعروضات والتأكد من صلاحيتها ، وسيتم بحول الله إنشاء مواقع أخرى لتلبي احتياجات تلك الفئة. وفيما يتعلق بالباعة الجائلين من الأجانب فقد أشار المصدر إلى أن النظام لا يجيز ذلك ويعد مخالفة تستوجب تطبيق العقوبات المنصوص عليها في لائحة الغرامات والجزاءات. كما لفت المصدر إلى أن أمانة منطقة الرياض ممثلة في وحدة دوريات الأمانة والبلديات الفرعية تقوم بمتابعة العمالة المخالفة التي تعمل على ببيع المواد الغذائية والعطور ويتم تطبيق النظام بحقهم وتسليمهم للجهات المختصة وغالباً يتم هروب هذه العمالة من الموقع تاركاً بضاعته ومن ثم يعود مرة أخرى ببضاعة أخرى في موقع آخر.