لامست درجة الحرارة وقت الظهيرة (50) مئوية حسب تقارير الأرصاد الجوية،إلا أن الباعة الجائلين لا يكترثون بذلك.. وهم في مداخل الشوارع يتصيدون المستهلكين بالفواكه والتي تتضرر بأشعة الشمس الحارقة ويشاركهم باعة الأطعمة الخفيفة وعبوات المياه عند الإشارات دون رقيب من الجهات ذات العلاقة. في هذا السياق أكد مساعد مدير الشؤون الصحية للصحة العامة الدكتور عبدالله الصحفي أن المراكز والمستشفيات تشعرنا بحالات تسمم غذائي بكافة الأنواع ويتم التعامل معها وفق المنظور الطبي. وحذر الدكتور الصحفي من مغبة تناول المأكولات السريعة المكشوفة التي قد تكون تعرضت للتلوث وتسهم في حالات التسمم. كما يرى الأستاذ عبدالرحمن القرني (معلم تربوي) أن الباعة الجائلين منتشرون في كل مكان ويتكاثرون عند المساجد ومداخل الشوارع الحيوية لاصطياد المستهلكين ولا يهمهم غير الربح السريع.واعتبر القرني أن المواطن له دور في تنامي الظاهرة بالشراء منهم وترك المحال الآمنة التي وضعت خصيصاً لبيع الفواكه والخضروات مشيراً إلى أن شدة الحرارة تنذر بحالات كثيرة من الأمراض في حال تناول مثل هذه الفواكه أو بعض الأطعمة التي يقوم ببيعها الجائلون في الشوارع دون متابعة من الجهات ذات العلاقة التي يفترض أن تقوم بالدور الذي تضطلع به. ويضيف القرني أن بعض الوافدات الأفريقيات يبعن بعض المأكولات للأطفال ولا يعرف من أين مصدرها وكيف كان تخزينها أو عملها وربما تكون في بيئة غير صالحة. وشدد أحمد الغامدي على الأمانة من خلال البلديات الفرعية في الأحياء القيام بجولات ميدانية مكثفة من أجل الوقوف على ما يحدث في الشارع من الباعة الجائلين وهم في ازدياد عندما شعروا بعدم متابعتهم وأصبحت عرباتهم الخشبية تجوب الأحياء وتتمركز امام بوابات المساجد. ويشير الغامدي إلى أن هؤلاء الباعة هم أصلاً من المخالفين لنظام الإقامة ويقومون بعمل "مخالف" يضر الصحة العامة. واستغرب الغامدي أن يجدوا فرص عمل لهم من خلال التجوال في الأماكن الرئيسية لمدينة جدة،وسط صمت غريب من الجهات ذات العلاقة كالأمانة والجوازات. ولعل هؤلاء لا تنطبق عليهم شروط القرار بتصحيح الأوضاع لأنهم جاءوا إلى البلاد بطرق غير شرعية. واشتكى سعد الرايقي ،صاحب محل خضار، وقال:إننا نزاول البيع في محلات بايجارات مرتفعة بينما يذهب المستهلك للشراء من الشارع بسعر أرخص لأن البائع الجائل لا يدفع أية فاتورة وبالتالي يستهوي الزبائن.وطالب الرايقي الأمانة بملاحقة هؤلاء الباعة لأنهم يمارسون تسويق الفواكه والخضار بطريقة مخالفة.وأضاف:"بقاؤهم ألحق بنا الضرر وكساداً في المبيعات". كما أكد المهندس حسن غنيم رئيس بلدية الجامعة على الحملات المكثفة التي تقوم بها البلدية على مدار فترتين صباحية ومسائية من أجل القضاء على الباعة الجائلين ومصادرة ما لديهم من عربات خشبية وفواكه ومتابعة المواقع الأكثر تواجداً لهم فيها مثل القريات والثعالبة ومدائن الفهد. وقال:"نقوم بعملية دهم لمواقع تصنيع العربات الخشبية في الكرنتينة والقريات".وأشار غنيم أن الباعة الجائلين السعوديين لهم تنظيم قيد الدراسة في هذا الشأن ولايشمل الباعة الأجانب. ويضيف غنيم:"تم إغلاق 60 موقعاً في نطاق بلدية الجامعة بعد حملة استهدفت المطاعم والبوفيهات ووجدت أنها مخالفة للاشتراطات الصحية وذلك بمشاركة فرع الرقابة في وزارة التجارة". وبين أن الحملات لن تتوقف في الأماكن التي يمكن تواجد المخالفات فيها وهناك عقوبات صارمة لمن يتهاون في عدم تطبيق اللوائح المحددة من الأمانة.