سيطر مقاتلو المعارضة السورية فجر أمس على حقل العمر النفطي في مدينة دير الزور، وأفاد ناشطون بأن جبهة النصرة وجيش الإسلام، وكتائب أخرى، سيطرت على الحقل النفطي بعد معارك مع قوات النظام أسفرت عن استيلاء مقاتلي المعارضة على 7 دبابات وعدد من الأسلحة والآليات الموجودة داخل الحقل، إضافة إلى مقتل عدد من جنود النظام. وبدوره قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية "سيطر مقاتلو جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة على حقل العمر النفطي بشكل كامل، عقب اشتباكات مع القوات النظامية، استمرت منذ ليل أمس حتى فجر اليوم". وأضاف أن الحقل يعد أكبر وأهم حقل نفط في سورية، لافتاً إلى أن القوات النظامية تكون بذلك قد فقدت السيطرة على حقول النفط في المنطقة الشرقية بشكل كامل". وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت المقاتلين وهم يتجولون عند مدخل الحقل، فيما يقود آخرون دبابة تابعة للنظام قاموا بالاستيلاء عليها بعد انسحاب قواته. وبذلك تكون حكومة الأسد قد فقدت كامل الحقول النفطية في المنطقة الشرقية. وكانت دمشق قد أعلنت في أغسطس الماضي أن إجمالي إنتاج النفط في سورية تراجع خلال النصف الأول من هذا العام بنسبة 90% عما كان عليه قبل اندلاع الأزمة، ليبلغ 39 ألف برميل يومياً، مقابل 380 ألفاً قبل منتصف مارس 2011. وعزت ذلك إلى سوء الأوضاع الأمنية في مناطق الحقول والاعتداءات التي تعرضت لها من حرق وتخريب، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدول الأوروبية والولايات المتحدة على استيراد وتصدير النفط من وإلى سورية. وفي نفس المدينة تحدثت شبكة شام عن قيام طائرات النظام بشن عدة غارات على أحياء دير الزور، إضافة إلى قصفها براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة. وفي دمشق نجا وزير شؤون المصالحة الوطنية علي حيدر من "محاولة اغتيال" أدت إلى مقتل سائقه. ونقل التلفزيون السوري عن رئاسة الوزراء أن سيارة حيدر تعرضت لإطلاق نار من مجهولين على طريق مصياف القدموس، مشيراً إلى أنه لم يكن في السيارة وقت الحادث. وفي ريف حمص الشمالي، تمكن الثوار من السيطرة على قرية اصمد في ريف حمص الشرقي، وقالت الشبكة إن مقاتلي الكتائب الإسلامية والجيش الحر سيطروا على البلدة، في وقت تعرضت فيه عدة مناطق لقصف بالمدفعية الثقيلة التابعة للنظام. كما تحدثت عن قصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون استهدف حي الوعر وأحياء حمص المحاصرة. أما في دمشق، فقد أشارت تنسيقيات الثورة إلى قصف عنيف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة على أحياء القابون والعسالي ومخيم اليرموك ومنطقة بور سعيد بحي القدم، كما دارت اشتباكات في تلك المناطق. وأضافت أن جرحى سقطوا بعد غارات جوية شنتها مقاتلات النظام السوري على مدن يبرود والنبك. مما أسفر عن دمار كبير، مشيرة إلى استهداف قوات النظام مئذنة مسجد الروضة بمعضمية الشام. وتابعت أن اشتباكات عنيفة دارت على الجبهة الشمالية والغربية من بلدة المعضمية بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحامها، مدعومة بعناصر من الحرس الجمهوري واللجان الشعبية. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدداً من المدنيين سقطوا جرحى جراء القصف المدفعي والصاروخي العنيف لقوات النظام، إضافة إلى حدوث دمار هائل بالمنازل، واشتباكات عنيفة جدا على الجبهة الشمالية والغربية من المدينة. أما على صعيد منطقة القلمون، فقد سيطر مقاتلو المعارضة بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ونشطاء المعارضة. وقال المرصد إن قوات النظام لا تزال موجودة بمشفى المدينة وعلى تلة صغيرة عند أطراف المدينة بالقرب من طريق حمص دمشق العام.