أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، أنه لا يعارض إرادة الشعب السوري في سعيه إلى الحرية، لكنه لن يسمح أن تتحول المنطقة إلى "عش للإرهابيين والمجرمين". وقال في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح محطة كهرباء في محافظة واسط -جنوب شرق بغداد-: "لا نريد كل يوم أن تأتي جيوش العالم غازية داخلة إلى هذه المنطقة سواء في العراق أو ما يجري في سورية". وأضاف: "لن نسمح أن تكون هذه المنطقة عُشَّاً للإرهابيين والقتلة والمجرمين كما حصل في العراق ويحصل في سورية". وأوضح المالكي: "نحن لسنا ضد إرادة الشعب السوري، ونحن مع متطلباته، ولكننا ضد الإرهاب، ضد القاعدة أينما كانت وفي أي بلد كانت وضد جبهة النصرة". وأشار إلى أن العراق "كان ينبغي أن يكون في طليعة دول العالم وليس دول المنطقة، ثراءً ونماءً وقوةً اقتصادية لولا الإرهاب والإرهابيين". إلى ذلك، تظاهر ناشطون أمس في العاصمة بغداد، احتجاجاً على غرق أحيائها بمياه الأمطار، وفرقت قوة أمنية المتظاهرين بالقوة واعتقلت أربعة أشخاص. وكان العشرات من حركة "مستمرون" -إحدى منظمات المجتمع المدني- قد خرجوا أمس، في تظاهرة قرب مبنى أمانة العاصمة، في ساحة الخلاني بمنطقة الباب الشرقي وسط بغداد، احتجاجاً على غرق العاصمة بمياه الأمطار خلال الأيام الماضية، وعجز الجهات البلدية عن إيجاد الحلول. وقال أحد المشاركين في التظاهرة الناشط محسن جبار ل "الوطن": "إن المتظاهرين طالبوا بإقالة أمين بغداد عبد الحسين المرشدي بسبب تقصيره. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها الميزانية مليارات وبيوتنة غرقانة، أمانة العاصمة متورطة بغرق بغداد، الحكومة مرتاحة والشعب غرقان"، مشيراً إلى أن قوات أمنية من الشرطة الاتحادية فرقت المتظاهرين بالقوة، وسحبت اللافتات وطالبتهم بمغادرة المكان فوراً واعتقلت أربعة منهم. أمنياً أفاد مصدر في وزارة الداخلية أمس، أن ثلاثة من عناصر الشرطة ومدني سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية أمنية غربي بغداد. وقال المصدر: إن عبوة ناسفة انفجرت مستهدفة دورية للشرطة العراقية لدى مرورها في شارع المشجر في منطقة الغزالية -غربي بغداد-، ما أسفر عن مقتل اثنين من عناصرها، وإصابة ثالث ومدني تصادف مروره لحظة وقوع الانفجار بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بعجلة الدورية. وفي ديار بكر التركية، أعد رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان أمس استقبالاً حافلاً لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، الذي يقوم بزيارة "تاريخية" إلى ديار بكر (جنوب شرق تركيا) تهدف إلى إخراج عملية السلام مع المتمردين الأكراد من المأزق. وحض إردوغان أكراد بلاده أمام بارزاني، على دعم عملية السلام المتعثرة مع المتمردين في حزب العمال الكردستاني. وقال في خطاب ألقاه أمام عشرات الآلاف من الأشخاص المتجمعين في ديار بكر: إن عملية السلام ستتقدم بدعم إخواني في ديار بكر". وطيلة أكثر من نصف ساعة، دعا إردوغان إلى إنهاء النزاع، الذي أوقع أكثر من 45 ألف قتيل منذ 1984، وأكد على أن ال 12 إلى 15 مليون كردي في تركيا هم جميعاً "مواطنون من الدرجة الأولى". وقبل إردوغان، توجه بارزاني هو الآخر إلى الحشود التي كانت ترفع الأعلام الكردية والتركية، والأعلام التي تحمل ألوان حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الحاكم في تركيا، داعياً مرة أخرى إلى المصالحة بين الشعبين. وقال: "إن طلبي من أخواني الأكراد والأتراك هو دعم عملية السلام، أود أن أقول لهم إننا ندعم عملية السلام بكل قوانا".