بحث رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، هاتفياً، في تعزيز العلاقة مع تركيا، والتنسيق بين حكومتي الإقليم وبغداد ل «عزل المنظمات الإرهابية». وحذر بارزاني خلال لقائه أعضاء في البرلمان البريطاني، من أن عدم إجراء الانتخابات في العراق وتحقيق «الشراكة الحقيقية» سيجعل البلاد تتجه نحو «الأسوأ» على حد تعبيره. وهذا ثاني اتصال بين بارزاني وبايدن منذ أواخر الشهر الماضي، أي في الفترة التي شهدت عودة العلاقات بين بغداد وتركيا، وتبادل الزيارات على مستوى وزراء الخارجية، فيما يستعد بارزاني لزيارة ديار بكر السبت المقبل، ومن المقرر أن يلتقي خلالها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. وأكد بايدن، على ما جاء في بيان صادر عن مكتبه «حرص واشنطن على استمرار الشراكة مع العراق لمكافحة تنظيم القاعدة»، ولفت إلى «الحاجة للتنسيق الوثيق بين أربيل وبغداد، لعزل المنظمات والشبكات الإرهابية، والمضي في بناء علاقات جيدة مع دول الجوار بما في ذلك تركيا». وترفض بغداد العقود النفطية التي وقعتها الحكومة الكردية مع الشركات الأجنبية، وتصفها بأنها «غير قانونية»، وأعلن وزير الثروات الطبيعية في حكومة اربيل أخيراً الاستعداد لافتتاح خط ثانٍ لنقل النفط إلى تركيا، مع اقتراب الانتهاء من افتتاح الخط الأول، ما أثار استياء الحكومة المركزية في بغداد. إلى ذلك حذر بارزاني خلال لقاء مع نواب في مجلس العموم البريطاني من أن «الأوضاع في العراق ستتجه نحو الأسوأ إذا لم تجرَ الانتخابات وترسخ الشراكة الحقيقية». وتعليقاً على زيارة بارزاني المقررة إلى ديار بكر في تركيا، صرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى فضائية «إن. تي في» بأن «الزيارة رمزية، ولا تحمل في طياتها مخاوف، بل تعكس ثقة بالنفس بالنسبة إلى الحكومة التركية، كما تعزز الثقة بين الجانبين»، وبأن «بلادنا موحدة، وهذا تعهد لأخوتنا في شمال العراق»، لافتاً إلى أن «لا فرق بين ديار بكر وإسطنبول، وليس كما يعتقد بعضهم بأن زيارة بارزاني تعني تقسيم تركيا». في غضون ذلك، أكد نائب رئيس حزب «السلام والديموقراطية»، الجناح السياسي لحزب «العمال الكردستاني»، صلاح الدين ديمرتاش أن «زيارة بارزاني مرفوضة، إذا لم تصب في مصلحة الشعب الكردي»، ووصف بارزاني بأنه «شخصية ذات مكانة لدى الأكراد، ونحن نكن له كل الاحترام، لقناعتنا بالوحدة القومية، وديار بكر هي مدينة لكل الأكراد، لكن إذا تخطى الخطوط العامة لمصالح الشعب الكردي، فإننا سنرفضها». ويدرج مراقبون الزيارة في إطار الحملة الانتخابية التي يقودها اردوغان لكسب تأييد أكراد تركيا لمصلحة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في الانتخابات المقبلة.