تظاهر آلاف السلفيين أمس أمام منزل الرئيس اليمني بصنعاء للمرة الثانية هذا الشهر للمطالبة بوضع حد لحصار الحوثيين الذي يفرضونه على منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال البلاد. ودان المحتشدون في بيان "تخاذل الحكومة والجيش عن إنهاء حصار الحوثيين على منطقة دماج والمستمر منذ أربعين يوما". كما طالب البيان الذي تُلي في التظاهرة، السلطات اليمنية ب"سرعة إنهاء سيطرة الحوثيين على صعدة ونزع أسلحتهم وتشكيل لجان تحقيق حول الجرائم والانتهاكات المرتكبة في صعدة منذ مطلع عام 2011". جاء ذلك في وقت جنحت فيه الأوضاع بدماج إلى التهدئة، بعد أن خف قصف الحوثيين على المنطقة. وأوضحت مصادر محلية أن هدوءاً حذراً يسود المنطقة بعد التوصل إلى هدنة تقوم من خلالها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإجلاء الجرحى من المنطقة، الذين تعذر إنقاذهم خلال الفترة الماضية بسبب حدة القصف، في وقت وصلت فيه قافلة من المتطوعين إلى دماج في إطار جهد شعبي لإيقاف المواجهات التي تدور بين الجانبين وخلفت المئات بين قتيل وجريح. وأبدى العديد من المراقبين خشيته من توسع نطاق الاشتباكات المسلحة بين جماعة الحوثي والسلفيين لتأخذ طابعاً مذهبيا، خاصة بعد أن أعلن تنظيم القاعدة مؤازرته للسلفيين في دماج واستعداده للقتال ضد الحوثيين، إلا أن السلفيين رفضوا موقف التنظيم واعتبروا أن مثل هذا الموقف سيؤلب العالم عليهم، ويمكن أن ينقل الصراع إلى دماج من صراع محلي إلى صراع دولي. في غضون ذلك، تواصل التوتر في منطقة حرف سفيان التي تعد من أكبر المناطق التابعة لمدينة عمران التي تبعد عن صنعاء 150 كلم، عقب تصعيد مجاميع مسلحة مكثفة من أتباع جماعة الحوثي عقب تصعيد هؤلاء للمظاهر المسلحة وعمليات الحشد استعدادا لخوض اشتباكات وشيكة مع مجاميع مماثلة من قبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنية.