مع توافد الحافلات التي تقل المخالفين لليوم الثالث على التوالي أمس، أصبح مركز الإيواء الجديد بجامعة الأميرة نورة أشبه بخلية نحل يعكر تنظيمها شغب وتمرد العمالة الإثيوبية الذي طال مقدمي خدمة الإعاشة من مأكولات وأغطية وحاجيات يومية، في حين لم يصدر إحصاء يحدد عدد العمالة، إلا أن مجموع من انتقل إلى المقر أمس يتخطى حاجز ال11 ألف عامل، بحسب مصدر أمني التقته "الوطن" في مقر الإيواء. ووسط اجتماعات تكاملية متواصلة للقيادات الأمنية، وحضور طبي تمثل في فرق إسعافية ميدانية تراقب الوضع عن كثب، تم تجهيز 9 مبان من الجامعة حتى الآن، فيما رصدت "الوطن" استمرار أعمال تأمين المباني بما تحتاجه من فرش وأغطية وخدمات، إضافة إلى دخول متكرر لشاحنات الأغذية من مطاعم شهيرة تم التعاقد معها لتأمين وجبات الإفطار والغداء والعشاء، فضلا عن شاحنات المواد الغذائية من عصيرات وألبان ووجبات خفيفة. وعلى الرغم من هذه الخدمات، إلا أن القائمين عليها، خصوصاً العمالة الباكستانية الذين عهد إليهم فرش المباني، لم يسلموا من أذى العمالة المخالفة، الذين تحرشوا بهم بأساليب همجية وسخرية، بينما لم يسلم بعضهم عند توزيع الوجبات الغذائية، التي تخاطفها المخالفون على رغم أن العدد كاف لهم، في حين يلقون بالطعام بعد الحصول عليه. وبدا واضحاً على رغم التنظيم الذي فرضته الأجهزة الأمنية، تمرد العمالة الإثيوبية، وعدم التزامهم بالأنظمة، ودخولهم إلى مواقع منعت عليهم مثل أسطح المباني. وفي المقابل، قام بعض المتطوعين الإثيوبيين بأعمال الترجمة وتوزيع الإعاشة على أبناء جاليتهم، إلا أنهم واجهوا أيضاً مصاعب في تنظيم العدد الهائل وسط عشوائية مارسها معظم المخالفين وعدم انضباطية. وبالتوازي مع ذلك، مارست الجهات الأمنية عملها الخاص بإجراءات ترحيل المخالفين، إذ قامت الفرق المتخصصة من الجوازات بإجراء المقابلات مع المخالفين والتحقق من هوياتهم وأخذ البصمات لإدخالهم مركز الإيواء، ومن ثم إنهاء إجراءات سفرهم.