أكدت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة لممثلي البلدان والخبراء في اجتماعها التحضيري في روما أمس أن أكثر من نصف البشرية يعاني مشكلات تغذية حادة تتطلب تغييرات جوهرية في النظم الغذائية للنهوض بحماية البشر وحياتهم عموماً. وقال المدير العام لمنظمة "فاو" جوزيه جرازيانو دا سيلفا في كلمة له بالاجتماع: إنه من الواضح أن أساليب إدارة الغذاء اليوم ما زالت عاجزة عن تحقيق تحسينات كافية في مجال التغذية. والواقع الأكثر غرابة هو أن أكثر من 840 مليون شخص يعانون من الجوع إلى يومنا الحاضر بالرغم من حقيقة أن العالم ينتج بالفعل ما يكفي من الغذاء للجميع بل ويهدر ثلث مجموع ما ينتج من غذاء. وأضاف أن "المجموع الكلي للمواد الغذائية المنتجة وغير المستهلكة سيكون كافياً وحده لإشباع احتياجات ملياري نسمة إضافيين من البشر. وحقيقة الأمر أن المستهلكين لا يتلقون اليوم توجيهات سليمة من واقع السياسات الحالية المطبّقة حول الغذاء والصحة، مشيراً إلى أن هذا هو ما نحن بحاجة إلى معالجته". ويأتي هذا الاجتماع الفني التحضيري الذي تستضيفه منظمة "فاو" شراكة مع منظمة الصحة العالمية في العاصمة الإيطالية وينص على تعزيز تنسيق الجهود الدولية لمعالجة العوامل الاقتصادية والصحية والنظم الغذائية الزراعية وغيرها من المؤثرات التي تنعكس سلباً على التغذية البشرية لا سيما لدى البلدان النامية، كحجر الأساس للمؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية "ICN2" والمقرر أن يعقد عام 2014 خلال الفترة من 19 إلى 21 نوفمبر.