للإعلام دور فعّال في إيجاد بعض الحلول للكثير من القضايا، وتسليط الضوء على ما يهم المجتمع؛ كونه صوت المواطن الذي يصل إلى كل مسؤول مقصّر في واجباته وإدارة مؤسسته بالأسلوب الذي يلبي احتياجات المستفيد منها. وبغض النظر عن المهنية والموضوعية، اللتين تتمتع بهما هذه الوسيلة أو تلك لمناقشة تلك القضايا، والأهداف التي تطمح إلى تحقيقها، إلا أن هناك أزمة كبيرة أصبحت ظاهرة في الكثير من القنوات، تتلخص في غياب المسؤولية لدى أي مسؤول يقدم خدماته للمواطن، فلا يكاد يمضي وقت قصير إلا ونشاهد تلك البرامج تطرق باب المسؤول، وتطلب منه تحقيق مطالب هذا المواطن أو ذاك، وكأنّ خدمة المواطن أصبحت آخر مهام ومسؤوليات السيد المسؤول. إلى متى وبعض المسؤولين يعاملون المواطن بهذه الطريقة؟ وهل أصبح دور بعض المسؤولين مجرد ردة فعل؟ وهل غاب التخطيط فضلا عن الأمانة؟! وما يثير الغرابة أن البحث عن الحقوق عن طريق الإعلام أصبح ثقافة مجتمع، فعندما تواجهنا بعض المشكلات نسمع النصائح من المقربين بمراسلة صحفي، أو الاستعانة ببرنامج لإثارة القضية إعلاميا؛ كي نحصل على حقوقنا، والأغرب أنه وبمجرد وصولك إلى الإعلام فمطالبك محققة. هنالك الكثير من القضايا لم تحل إلا بتلك الطريقة والأمثلة كثيرة مع غياب تام لتلك الجهات في تأدية واجباتها، التي وضعت من أجلها. وما يأمله المواطن هو محاسبة أي مسؤول يثبت تورطه في تأدية مهامه وواجباته بعد إثارة تقصيره في الإعلام؛ لأنه لم يكن في هذا المكان إلا وعليه مسؤوليات كبيرة، أهمها تلمّس حاجات المواطن وليس انتظار إثارتها في الوسائل الإعلامية، فإن وصل بعضهم إلى الإعلام فلن يصل أكثرهم؟. مهمة الإعلام هي مناقشة القضايا الشائكة، وتسليط الضوء عليها، ومساعدة الجهات المعنية في دراسة المشكلة، في حين أن هناك واجبات تعدّ من أهم حقوق المواطن أصبحت لا تتحقق إلا بالمناشدة عن طريق تلك البرامج.