في معظم بٌلدان العالم التي سبقتنا بالتطور والرُقي والتي جعلت المواطن وحقوقه من أولويات اهتماماتهم، لو سألت أحد مواطنيهم ماذا يعني لك مصطلح «مناشدة» ؟! وماذا تعرف عنه ؟! وهل سبق وأن وجهت «مناشدة « لمسؤول ما ؟! وهل توقفت حقوقك على مصطلح «مناشدة « !،لأجاب على الفور بأنه مصطلح لم يعبر على ذاكرته طوال حياته. ليس هنا مكمن الغرابة أو التعجب .. بل تكمن الغرابة والتعجب لدى شعب بُنيت حياتهم وأحلامهم وآمالهم ومستقبل وطنهم وأجيالهم بكلمة «م ن ا ش د ة « !! نحن فقط – الوكيل الحصري - للمناشدة ، فعندما نُريد أن نُدخل طفلاً بمدرسة قريبة من منزله «ناشدنا» وزارة التربية أو إدارة التعليم للتدخل ، وعندما يكون لدينا مريض «ناشدنا» وزير الصحة بأن يوفر له سريراً ، وعندما يريد أن يتوظف العاطل لدينا «ناشدنا» وزير العمل ، وحتى الفقير عندما يريد توفير لقمة عيشه «يُناشد» وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية، حتى وصل بنا الحال أحياناً عند وفاة شخص لدينا «نناشد» من أجل توفير ورقة دفن للمتوفى!! بل حتى أخطاء الوزارات حملها المواطن على عاتقه وأصبح يٌناشد من أجل تصحيحها وحلها!! أصبحت شؤوننا ومصالحنا لا تنقضي إلا بالمناشدة والمطالبة وذرف الدموع ، بل وأصبح أول متطلب لحصول المواطن على حقه الذي كفله له النظام بأن ينشر مطالبه ومعاناته عبر الصحف والمواقع حتى يُلقي لها المسؤول بالاً !! أسئلة كثيرة تدور حول مخيلتي ومخيلة أي مُناشد _ عفواً أي مواطن _ ، من الذي أوجد أسلوب المناشدة ؟ ومن الذي ساعد على انتشارها ؟ وإلى متى سيستمر هذا الأسلوب ؟ عبر مقالي هذا أتوجه بالنداء إلى خادم الحرمين وولي عهده بأن يأمرا بإيقاف أسلوب المناشدة والقضاء عليه، والتوجيه بحفظ كرامة المواطن وإعطائه حقوقه دون اللجوء إلى مصطلح «المناشدة» حتى لا نكون أمة ضحكت من «مناشدة مواطنيها» الأمم !! Twitter: @ahmadalrabai