تواصلت المعارك العنيفة الدائرة في ريف دمشق بين قوات الأسد المدعومة بمقاتلي "حزب الله" وميليشيات أبي الفضل العباس العراقية من جهة، ومقاتلي الجيش السوري الحر من جهة أخرى. وبينما قال الثوار إنهم حققوا بعض التقدم في حي برزة بالعاصمة وسيطروا على بعض مناطقه، قالت شبكة شام، إن قصفا مدفعيا مكثفا لقوت النظام استهدف مدينة حرستا بريف دمشق، وتركز القصف بالقرب من إدارة المركبات، في حين وقعت اشتباكات مماثلة في مدينة الكسوة وسط قصف مدفعي يستهدف العاصمة. كما استمرت المواجهات المتقطعة في حي السيدة زينب بين الثوار ومقاتلي النظام وشبيحته. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، نبأ تقدم الثوار في حي برزة، وأضاف أن ذلك دفع قوات النظام إلى قصف الحي براجمات الصواريخ والدبابات. وفي ريف حلب، تعرضت مدينة السفيرة لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، وقال ناشطون إن القصف طال معظم أحياء المدينة، ضمن حملة عسكرية مكثفة يحاول من خلالها الجيش النظامي المدعوم بعناصر من حزب الله، اقتحام المدينة من 3 محاور. وفي درعا، واصل طيران النظام ومدفعيته قصفهما الشديدين للمدينة، شمل أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. أما في حماة، فقد شهدت المدينة حركة مكثفة للطيران الحربي والمروحي في سمائها باتجاه مناطق ريفية، بينما استمرت حملات الدهم في بعض الأحياء والتدقيق الشديد على حواجز المدينة بشكل عام. كما وقع فجر أمس، قصف صاروخي من مطار حماة العسكري باتجاه معظم أحياء المدينة، كما انتشرت عناصر الأمن في حي تل الدباغة وقامت بحملة دهم واعتقال عدة شبان. وفي ريف حمص، أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على قرى صدد والحدث وحوارين ومهين والنعامية، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة والنظام. وكان ناشطون أكدوا سقوط 100 عنصر من قوات النظام السوري، وعشرات من مجموعات المعارضة المسلحة خلال المعارك العنيفة التي استمرت 6 أيام في الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي من حمص، لا سيما في محيط قرى صدد ومهين والسخنة. كما أكدت المصادر أن الفصائل المعارضة، التي شاركت في القتال هي جبهة النصرة، والدولة الإسلامية في العراق والشام، والكتيبة الخضراء التي تعرف باسم كتيبة الاستشهاديين، وكتيبة مغاوير بابا عمرو وغيرها. من جهة أخرى، أعلنت تشكيلات سورية مسلحة في دمشق وريفها اندماجها ضمن تنظيم موحد يحمل اسم "جيش الملحمة الكبرى"، مؤكدة عزمها مواصلة القتال حتى إسقاط النظام وإقامة "دولة الحق والعدل"، مع أداء قسم الالتزام بشرع الله. وفي تسجيل مصور، ظهر قيادي في صفوف إحدى التشكيلات المسلحة، وهو يعلن تشكيل الجيش الجديد، مؤكدا اتفاق الفصائل الموقعة على العمل بيد واحدة ضد الظلم والظالمين حتى إسقاط "نظام الأسد الغاشم".