عشية زيارة الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي دمشق اليوم، عبرت حوالى 20 مجموعة سورية معارضة مسلحة عن رفضها لمؤتمر “جنيف 2”، واعتبرته “خيانة”. وأعلنت هذه المجموعات في بيان تلاه مساء السبت زعيم كتيبة صقور الشام احمد عيسى الشيخ “نعلن أن جنيف-2 لم يكن ولن يكون خيار شعبنا ومطلب ثورتنا”. وأضافت هذه المجموعات التي ينتمي بعضها للجيش الحر أنها تعتبر المؤتمر “حلقة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشعب بسورية واجهاضها”. وحذرت من أن حضور المؤتمر سيعتبر “متاجرة بدماء شهدائنا وخيانة تستجوب المثول امام محاكمنا”. وأكدت أن “أي حل لا ينهي وجود نظام الأسد ولا يقضي بمحاسبة كل من اشترك في ممارسة إرهاب الدولة سيكون حلا مرفوضا جملة وتفصيلا”. وبين الموقعين على البيان كتائب “لواء التوحيد” و”احفاد الرسول” و”احرار الشام” و”صقور الشام”. وفي السياق، كشفت مصادر أميركية عن مخاوف داخل وزارة الخارجية من فشل المؤتمر المزمع عقده أواخر الشهر المقبل. وفيما يصر الوزير جون كيري على عقده باعتباره بارقة أمل لحل الأزمة، يرى عدد من كبار مساعديه ومستشاريه أن فرص نجاحه ضئيلة جدا، ويصرون على إلغائه أو تأجيله حتى يتم الإعداد له بصورة جيدة. وأشاروا إلى أن المعارضة السورية منقسمة تجاه المشاركة بالمؤتمر، وحتى لو قرر الائتلاف المعارض المشاركة، فلن يكون قادراً على تمثيل كل المعارضة بصورة تجعل قرارات المؤتمر قابلة للتنفيذ. ونقلت المصادر، التي رفضت الكشف عن اسمها، عن مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمن الدولي توماس كونتري قوله “الشخص الوحيد الذي يريد عقد المؤتمر داخل الوزارة هو الوزير”، مشيرا إلى أن عددا متزايدا من قادة المعارضة أعلنوا رفضهم حضور المؤتمر، إلا في حال تعهد الرئيس الأسد بتسليم الحكم لحكومة انتقالية والرحيل بعد ذلك. ونظراً لرفض الأخير هذا، هناك احتمال كبير أن تقاطع معظم مجموعات المعارضة المؤتمر، أو أن ترسل وفداً صغيراً لا يكون لقراراته أي تأثير على المقاتلين الذي يحاربون النظام. إلا أن المحلل السياسي ديفيد فيش يرفض فكرة إلغاء المؤتمر، مؤكداً أن هذه الفكرة تقدح في مصداقية أميركا أمام العالم. وقال ل “الوطن”، “أرى أن تتشبث إدارة الرئيس باراك أوباما بضرورة رحيل الأسد عن الحكم، وأن تعمل على مساعدة المعارضة بالسلاح والتدريب قبيل عقد المؤتمر، حتى تتمكن من تحقيق توازن على الأرض، وتقف بجانب الشعب في محنته، لعلها تتمكن من استعادة ثقة العالم بها، وتعيد ما تبعثر من كرامتها بنظر الشعوب العربية”. في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الائتلاف الوطني لؤي صافي ل “الوطن” أمس، أن الائتلاف يرفض دعوات الإبراهيمي لحضور إيران“جنيف 2”، باعتبارها دولة محتلة لسورية وتتحكم بأمورها الداخلية. وأضاف “نسعى لعقد لقاء تشاوري بين القوى الأساسية الفاعلة في البلاد وخارجها للتشاور والوصول لرؤى متقاربة حول المؤتمر”. وطالب صافي بتغيير موقف إيران إذا رغبت أن تشارك في المؤتمر.