رفضت واشنطن شروط النظام السوري، بضرورة تمثيل المعارضة السورية بأكثر من وفد في مؤتمر "جنيف – 2" المزمع عقده نهاية الشهر المقبل. وقال مصدر أميركي مسؤول إن دمشق تعمل على زيادة وتغذية الخلافات بين فصائل المعارضة المسلحة، مشيرة إلى أن تشديدها على تمثيل ما تسميه "معارضة الداخل" في المؤتمر يصب في هذا الاتجاه. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، برناديت ميهان في تصريحات صحفية أمس، إن المجتمع الدولي لا يعترف سوى بالائتلاف الوطني كجهة حاضنة لكافة فصائل المعارضة المعتدلة، وإن جهود دمشق لشق صف المعارضة لن يكتب لها النجاح. وأضافت "على نظام الأسد أن يهتم بتكوين وفده المفاوض وألا يشغل نفسه بوفد المعارضة؛ لأنه من غير المنطقي أو المعقول أن يتحكم في تكوين الوفد المعارض له، حتى لا يصبح الخصم والحكم في آن معا". وتابعت قائلة "النظام يحاول صناعة معارضة داخلية تتوافق مع أهدافه ليحارب بها المعارضة المسلحة التي تحقق نجاحات متواصلة، لذلك دأب مسؤولوه على تكرار أن معارضي الداخل أحق من غيرهم بالحديث عن مستقبل بلادهم. وهذا يدعو لتساؤل بديهي: إذا ما كان الأسد يحترم معارضيه، فلماذا رفض أن يتحاور معهم عند بداية اندلاع الأزمة؟". إلى ذلك، قال النائب الأميركي في مجلس النواب مايك روجرز، إن الفصائل التابعة لتنظيم القاعدة التي تقاتل النظام في سورية، تخطط لشن هجمات خارج البلاد، مما يذكر بحال التنظيم في أفغانستان عندما شن هجمات 11 سبتمبر 2001. وأضاف روجرز الذي يشغل منصب رئيس لجنة الاستخبارات في المجلس أن هذه الفصائل بدأت بالفعل في مناقشة خطط لشن هجمات خارجية. مشيرا إلى أنها تتمتع بتنظيم عسكري متقدم، إضافة إلى أسلحة متطورة ومصادر تمويل جيدة، وعدد كبير من المقاتلين يصل إلى 10 آلاف مقاتل. ودعا بلاده إلى المضي قدما في التنسيق مع الحلفاء الإقليميين من أجل مواصلة الجهود لتدريب المزيد من المقاتلين السوريين المعارضين المعتدلين، ومدهم بالأسلحة المناسبة، مؤكداً أن هذا هو السبيل الوحيد للقضاء على هذا الخطر المتصاعد. من جهة أخرى، وجهت روسيا انتقادات حادة إلى مجموعة "أصدقاء سورية"، وعدت نتائج اجتماعها الأخير بلندن محاولة لحسم نتائج مؤتمر "جنيف -2" الدولي مسبقا. وقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها ألكسندر لوكاشيفيتش "على الرغم من التفاهمات السابقة بشأن سبل تسوية الأزمة السورية، تحاول الوثيقة الختامية لمؤتمر أصدقاء سورية في لندن إعادة النظر في البنود الأساسية لبيان جنيف المتفق عليه يوم 30 يونيو2012، وهذا البيان بالذات تم الاعتراف به كأرضية وحيدة لتحقيق التسوية السياسية، كما أيده قرار مجلس الأمن الدولي الذي اتخذ بالإجماع". في غضون ذلك، حذّر الائتلاف السوري المعارض أمس من عودة أمراض خطيرة إلى سورية بعد أن تخلصت منها منذ 10 سنوات، وذلك نتيجة الحصار والتجويع المفروضين من قبل قوات النظام على المناطق المحررة التي تسيطر عليها قوات المعارضة. وأضاف في بيان أن هذا الحصار أدى بسبب غياب اللقاحات الطبية اللازمة، وتفاقم الوضع الإنساني وسوء التغذية، إلى عودة الكثير من الأمراض، من بينها شلل الأطفال، إضافة إلى السعال الديكي، والسل الرئوي، والحصبة. وتابع "النظام يسعى إلى خنق المناطق المحررة من خلال منع دخول الدواء والغذاء واللقاحات الضرورية للأطفال، ونتيجة ذلك بدأت ترد تقارير من المستشفيات والنقاط الطبية في تلك المناطق، وهي تحمل تحذيرات جادة باحتمال عودة بعض الأمراض الخطيرة التي تخلصت سورية منها قبل وقت طويل". في سياق منفصل، تشرف مجموعة من المنظمات القانونية الدولية في الوقت الحالي على تدريب مقاتلين سوريين على اتباع القانون الدولي، في محاولة منها لوقف ارتكاب أي جرائم ضد الإنسانية، ونقلت مصادر إعلامية أميركية عن طالب القانون الدولي إبراهيم علبي، الذي يشرف على عمليات التدريب قوله إن الهدف من هذه الدورات "هو تفادي محاكمة المقاتلين السوريين بتهمة ارتكاب جرائم حرب بعد انتهاء الأزمة". ويعمل علبي حالياً مع فريقه على وضع ضوابط محددة يلتزم بها المقاتلون على الأرض، إضافة إلى كتيب يتضمن اتفاقية جنيف وأساسيات الشريعة الإسلامية.