شددت فرنسا والمكسيك أمس لهجتهما، مطالبتين واشنطن بإيضاحات إثر كشف معلومات جديدة حول التجسس الأميركي، دفعت بباريس إلى استدعاء سفير الولاياتالمتحدة؛ احتجاجا على ممارسات "غير مقبولة". وفي دلالة على خطورة الأزمة، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أنه "استدعى فورا" سفير الولاياتالمتحدة في باريس، لدى وصوله إلى اجتماع أوروبي في لوكسمبورج. من جانبه، عدّ وزير الداخلية مانويل فالس، قبل ذلك بقليل، أن المعلومات عن تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على نطاق واسع على اتصالات الفرنسيين "تثير الصدمة وتستدعي إيضاحات دقيقة من السلطات الأميركية خلال الساعات المقبلة". وكشف موقع صحيفة لوموند على الإنترنت استنادا إلى وثائق سربها العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية "ان اس ايه" إدوارد سنودن في يونيو الماضي، أن الوكالة الأميركية سجلت 70,3 مليون تسجيل لمعطيات هاتفية للفرنسيين طيلة ثلاثين يوما بين 10 ديسمبر 2012 و8 يناير 2013. وقال فالس "في ظل تقنيات الاتصال الحديثة، يجب بطبيعة الحال وضع قواعد، وهذا الأمر يعني كل البلاد"، مضيفا "إذا كان بلد صديق، حليف يتجسس على فرنسا أو على دول أوروبية أخرى، فإن هذا الأمر غير مقبول بتاتا". وتصف تلك الوثائق التي كشفها سنودن، التقنيات المستخدمة بطريقة غير شرعية لرصد أسرار الحياة الخاصة للفرنسيين، وفق الصحيفة. وأضافت لوموند أن الوكالة الأميركية تستعمل عدة سبل لجمع المعلومات. فعندما يتم استخدام بعض أرقام الهاتف في فرنسا، تقوم بتفعيل إشارة تطلق تلقائيا عملية تسجيل بعض المكالمات، كذلك شمل التنصت الرسائل الهاتفية القصيرة ومضمونها بالاستناد لكلمات مفاتيح. وأخيرا، تحتفظ وكالة الأمن القومي الأميركية بشكل منهجي بسجل الاتصالات لكل رقم مستهدف. وتعطي الوثائق إيضاحات كافية تدفع إلى الاعتقاد أن أهداف وكالة الأمن القومي الأميركية تشمل أشخاصا يشتبه بعلاقتهم المفترضة بنشاطات إرهابية أو لمجرد انتمائهم لأوساط الأعمال أو السياسة أو إلى الإدارة الفرنسية.