أدى نحو 600 ألف حاج أمس، صلاة الجمعة الأولى بعد الحج بالمسجد النبوى الشريف، وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف بجل طاقاتها من خلال الاهتمام بأعمال الصيانة والنظافة والتشغيل ومضاعفة القوى العاملة والآليات للقيام بجميع الأعمال على الوجهة الأكمل، مع تنظيم الزائرين أمام قبر النبي عليه الصلاة والسلام وصاحبيه الكرام للسلام عليهما. وتوافد حجاج بيت الله الحرام زوار طيبة الطيبة منذ وقت مبكر لأداء صلاة الجمعة، والتشرف بالسلام على الرسول المصطفى "صلى الله عليه وسلم" وصاحبيه رضوان الله عليهما، في جو مفعم بالطمأنينة والأمن والأمان والسكينة، داعين المولى العلي القدير أن يمن عليهم بحج مبرور وذنب مغفور وعودا حميدا إلى أهليهم وذويهم. ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، المسلمين في خطبة الجمعة أمس، إلى تقوى الله عز وجل في السر والعلانية، مبينا أن أعمال العباد لا يخفى على الله منها شيء وقال: "صلاح الدنيا بالتقوى والفوز بالجنة، وأن يكون العبد مستعينا بالله متوكلا عليه راغبا فيما عند الله من الثواب، خائفا مما أعد الله من العقاب". وحث إمام وخطيب المسجد النبوي، جموع المسلمين على الاستقامة وقال: "عباد الله ألا تعلمون أن أحسن أحوال العبد دوام الاستقامة، والثبات على الطاعات، وهجر المحرمات، فعمران السعادة للمكلف فعل الحسنات بعد الحسنات، والمعافاة من السيئات". وخاطب الشيخ الحزيفي حجاج بيت الله قائلا: "أنتم في أيام أعقبت الحج، فمن وفقه الله وأعانه على أداء فريضة الحج، فليحمد الله عز وجل على أداء هذه الفريضة، وليختم حياته بالصالحات، فمن سلم له حجه، فقد سلم له عمره، وفاز بالجنات، ومن كتب له حج نافلة بعد الفريضة، فقد كتب الله له خيرا كثيرا، وأعطاه أجرا عظيما، فليحافظ على أجره الذي أعده له الله". وأشار إلى أن من لم يقدَّر له الحج، فقد اكتسب من الطاعات في عشر ذي الحجة، ويوم عرفة، ما يرفعه الله به الدرجات، حاثا المسلمين على المداومة على الاستقامة، والثبات على الصراط المستقيم، وعدم التحول إلى ما يكره الله.