بين آلاف الحجاج يقف رجل الأمن يحمل على عاتقه مسؤوليات جساما، عين تراقب أمن ضيوف الرحمن، وعين أخرى تحمل "رحمة" الأب، تعاين المستضعفين والأطفال. الجندي أول محمد فلاح الحياني من قوات الطوارئ الخاصة، ضرب أمس على تراب مشعر عرفات الطاهر، أروع أمثلة خدمة الحجيج، أدى واجبه الأمني بكل إتقان، ثم مد يده الحانية نحو طفل طلب منه أن يروي عطشه، بعد أن أضنته شمس يوم عرفة، فسقاه ماء، ولم يكتف بذلك، بل استذكر في عيون ذلك الطفل وجوه أطفاله، فراح يداعبه بحنان الأب، وشفقة رجل الأمن. الحياني مثال حي لما يبليه رجال الأمن من تضحيات، فتارة تجدهم يسعون لتنظيم أفواج الحجيج وتارة تنظيم حركة السير، وثالثة لرحمة الحجاج ومساعدتهم، يتنقلون لخدمة الحاج من نسك لآخر، لا يرجون من وراء ذلك إلا أن يكونوا الوجه الجميل لخدمة الوطن وضيوف الرحمن، وكم تسعدهم تلك الكلمات التي تتبع ما يقومون به لخدمة ضيوفهم. في كل عام يتسابقون للالتحاق بقوة الحج قادمين من كل مناطق المملكة، تنظر إليهم لتجدهم على قلب رجل واحد، اختلفت القطاعات التي أتوا منها واتفقوا على عمل واحد وهو خدمة الحاج، معتبرين أن ما يقومون به هو أعظم وسام يتقلدونه خلال خدمتهم العسكرية، لا يثنيهم لهيب شمس ولا زحمة سير أو كثافة بشر.