بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح أمس الخميس التاسع من شهر ذي الحجة بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة تحفهم العناية الإلهية ملبين متضرعين داعين الله أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار . وواكب قوافل الحجيج إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة من أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم. وبطول شبكات الطرق التي تربط منى بعرفات التي هيأتها الحكومة السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، انتشر رجال المرور يساندهم أفراد الأمن والكشافة باذلين ما بوسعهم لمرونة حركة السير، كما أن القطاعات الحكومية المختلفة العاملة في خدمة الحجاج وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه. وتابع النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز وأمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات وواصلا تعليماتهما للجهات المعنية بشؤون الحج لتوفير أفضل الخدمات لينعم ضيوف الرحمن بأداء النسك آمنين مطمئنين. واتسمت عملية حركة انتقال جموع الحجيج من منى إلى عرفات بالانسيابية، على رغم كثافة الأعداد الهائلة وتعدد المركبات بأنواعها، وبذلت أعداد كثيفة من رجال الأمن وقوى الأمن الداخلي والمرور والدفاع المدني والحرس الوطني والكشافة وغيرها من الجهات الحكومية المساندة الكثير من الجهود لخدمة ضيوف الرحمن عبر مواقعهم المعدة لتنظيم حركة السير، فيما حلقت الطائرات العمودية فوق الطرقات التي يسلكها ضيوف الرحمن لمتابعة رحلة الحجيج إلى صعيد عرفات وفق منظومة أمنية لتطبيق خطة الحركة المرورية والترتيبات المساندة لسلامة الحجاج. وأدى حجاج بيت الله الحرام يوم أمس الخميس صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة اقتداءً بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام القائل «خذوا عني مناسككم»، ووقفوا على صعيد عرفات الطاهر وعرفة كلها موقف إلا وادي عرنة راجين رحمة الله وابتغاء مرضاته في هذا اليوم المبارك أفضل يوم طلعت فيه الشمس. ومع غروب شمس أمس بدأت جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة وصلوا بها المغرب والعشاء ووقفوا بها حتى فجر اليوم (العاشر من شهر ذي الحجة)، لأن المبيت بمزدلفة واجب حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بها الفجر.