استمر النظام السوري في محاولاته لإرهاب فريق الخبراء التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في دمشق، حيث سقط قتلى وجرحى بينهم طفلة في الثامنة من عمرها بسقوط قذائف قرب فندق "فورسيزون" الذي يقيم فيه الخبراء. وقال شهود عيان إن قذيفة هاون سقطت أمام مدرسة دار السلام بدمشق وتسببت في مقتل 3 مدنيين وإصابة 4 آخرين، بينما سقطت قذيفة أخرى على سطح مبنى في ساحة النجمة بوسط العاصمة، دون أن تسفر عن إصابات. وتبعد المنطقتان مئات الأمتار فقط عن مقر إقامة الفريق الأممي. ودفعت الأحداث الأخيرة الأممالمتحدة إلى التهديد بسحب البعثة إذا عجزت دمشق عن توفير الحماية لها، مشيرة إلى أن ذلك من الأولويات التي التزم بها نظام الرئيس الأسد، وأكدت استنكار هذه الممارسات وتصعيد الجيش السوري للقتال في وقت وجود المفتشين الدوليين. وقال نائب المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق "كان واضحاً إلزام الأمين العام بان كي مون للنظام السوري بتوفير الحماية المطلوبة للفريق الدولي، وتشديده على أن تهيئة الظروف التي تتيح له العمل بحرية وأمان تام هي من أوائل الالتزامات التي تعهدت بها دمشق، والتي صدر على أساسها القرار الدولي من مجلس الأمن". وحذر حق من أن تهديد حياة البعثة قد يدفعها للانسحاب قبل إكمال مهمتها، وهو ما سيعد في نظر المجلس نكوصاً من النظام السوري عن التزاماته وتعهداته التي قطعها للمجتمع الدولي. إلى ذلك، نفى مصدر في السفارة القطرية بواشنطن ما نقلته إحدى الصحف اللبنانية من أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد نقل للقيادة السورية عبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي رسالة قطرية تعبر عن رغبته في تلطيف الأجواء مع دمشق. وقال إن الدوحة لا تزال عند موقفها المنادي بضرورة رحيل الأسد وأن يختار الشعب قيادته بنفسه. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريحات إلى "الوطن" أن قطر ملتزمة بالمواقف العربية عموماً والخليجية على وجه الخصوص بأن النظام السوري فقد شرعيته، وأن الأسد "لم يعد صالحاً لقيادة الشعب الذي ارتكب بحقه جرائم أخلاقية وإنسانية". واتهم نظام دمشق بأنه دأب على فبركة الأكاذيب ويسعى لإحداث ربكة وسط الإجماع العربي والخليجي الذي كان واضحاً بضرورة عقد مؤتمر جنيف2 واختيار حكومة انتقالية للشعب السوري. من جهة أخرى، أكدت المعارضة السورية أن التقارب الأخير بين الولاياتالمتحدة وإيران يمثل خطراً على الدول العربية بشكل عام وعلى الثورة السورية بشكل خاص. وقال عضو الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية برهان غليون "التقارب الأخير يبدو خصماً على ثورتنا ونخشى أن نكون جزءاً من صفقة تبرمها الدول العظمى لضمان مصالحها. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل سندفع المزيد من الدماء، مقابل صفقة التفاهم الأميركي الإيراني تجاه الملف النووي وتسليم الكيماوي السوري؟". وتابع "على المجتمع الدولي أن يعي تماماً أن شعبنا لن يتنازل عن مطلب إسقاط النظام وتحقيق الحرية". واعتبر أن عقد مؤتمر جنيف2 بيد الثوار، وأنه لا قيمة له في ظل الحديث عن ترشح بشار الأسد لفترة رئاسية جديدة، وأضاف "الحديث عن أي حوار هو محض خيال ومضيعة للوقت، إذا لم توجد ضمانات لتطبيق اتفاق جنيف الأول".