"التقنية" أضحت العبارة الافتتاحية الأولى التي يستخدمها المسؤولون عن أعمال تيسير شؤون ضيوف الرحمن، فمن نظام "الباركود" – وهو تمثيل ضوئي لبيانات قابلة للقراءة من قبل الكمبيوترات- بغرض مكافحة تزوير وبيع تصاريح الحج، إلى استحداث جهاز متكامل "لتطويف الحجاج إلكترونياً" التي كشف عنها رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا المطوف السيد طارق عنقاوي. ويقول عنقاوي ل"الوطن": "يقوم رئيس المجموعة بالحجز عبر البوابة الإلكترونية لإرسال الحجاج للمسجد الحرام وتطويفهم، ومن ثم إعادتهم لمساكنهم في أوقات محددة للتخفيف من الازدحام في الحرم المكي وعدم تكدسهم في وقت واحد. النجاح السعودي الإلكتروني تمثل أيضاً في مجابهة الحجاج غير النظاميين، وهو العامل المؤرق في كل عام، حيث لجأت الجهات المختصة إلى تطبيق "نظام البصمة الإلكترونية" لأول مرة في الموسم الحالي، على مداخل مدينة مكةالمكرمة، والمشاعر المقدسة "منى، وعرفات، ومزدلفة"، وأي "حاج مترجل فردي" سيتم استدعاؤه من قبل الجهاز الأمني لأخذ بصمته، فإن كان لا يحمل تصريحاً رسمياً لأداء المناسك، ستطبق بحقه العقوبات النظامية، التي أقرتها سلطات لجنة الحج العليا، وفعلتها في حملاتها الإعلامية المكثفة، وهي الترحيل خارج البلاد للمقيمين، ومنع دخول للأراضي السعودية عشر سنوات، والسجن والغرامة المالية لمخالفي النظام بالنسبة للمواطنين. ولأول مرة أيضاً يكشف وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة الدكتور عيسى رواس عن تطبيق نظام الباركود في مغادرة الحجيج، مبينا أن المؤسسات ستكون ملزمة بالتواصل مع وزارة الحج، بحكم الربط الثلاثي بين الوزارة والمؤسسات والنقابة العامة للسيارات، من أجل صرف فسح تحرك الحافلات، مشددا على أنه لن يتم فسح تحرك الحافلات إلا بتكامل بيانات الحجاج في الحافلة، وهو ما سيعني مكافحة شاملة للمتخلفين من الحجيج بعد انتهاء الموسم. خبير المجال التقني سعد الرماح رأى في حديث خاص ل"الوطن" أن حج الموسم الحالي يمثل نجاحاً سعودياً بامتياز لاعتمادها على مراحل مهمة في تطويع التقنية في أعمال الحج، وهو ما ساهم في تميز التجربة الحالية، التي ستعطي مدلولاتها في الواقع الميداني بشكل كبير.