كشف المشاركون في ملتقى «عكاظ» الإعلامي الذي حمل عنوان «خدمة الحج: مسؤولية وطن ومهمة شرف» جاهزية مؤسسات أرباب الطوائف لخدمة حجاج بيت الله الحرام القادمين لأداء مناسك الحج هذا العام، بعد أن أكملت كافة التجهيزات لتقديم خدماتها عن طريق 480 مجموعة خدمة ميدانية يعمل فيها قرابة 50 ألف مطوف ومطوفة، إضافة للعاملين الموسميين، من المرشدين والمشاركين في تقديم الخدمات التي تراعي رضا الحاج أولا إنفاذا لتوجيهات القيادة الرشيدة. وأجمع المشاركون في اللقاء الذي نظمته «عكاظ» بمشاركة نخبة من الباحثين والإعلاميين والحقوقيين والمسؤولين في الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف «أن هناك بعض العقبات والمعوقات التي تواجهها مؤسسات الطوافة التي لا يزال صوتها خافتا»، مؤملين من وزارة الحج والجهات ذات العلاقة إشراكها في لجان الحج لتواكب ما يتم طرحه من ملفات لتطوير خدمات الحج بما يكفل المشاركة في إعداد ووضع التنظيمات وتحمل المسؤوليات بما يحقق نقلة نوعية في خدمات الحج. في البداية تساءلت «عكاظ» عن مدى استعدادات مؤسسات أرباب الطوائف لخدمة أكثر من مليون وثمانمائة حاج هذا العام، وفي هذا السياق أوضح المطوف عبد الواحد برهان سيف الدين رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف ورئيس مؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية أن مؤسسات الطوافة تبدأ استعداداتها لموسم الحج المقبل، منذ انتهاء موسم الحج الماضي من خلال رصد الإيجابيات وتعزيزها، والعمل على تلافي السلبيات التي رصدتها فرق المتابعة والمراقبة سواء في المؤسسات أو عن طريق لجان وزارة الحج، وكان هناك لقاءات وورش عمل واجتماعات مستمرة داخل كل مؤسسة من المؤسسات التسع لبحث ما تم رصده ووضع الخطط التشغيلية للموسم المقبل، وتولت مجالس الإدارات في كل مؤسسة إضافة للعاملين فيها معالجة الثغرات والسلبيات والملاحظات، وقدمت المؤسسات الملفات الهامة وطرحها على وزارة الحج سواء على مستوى الهيئة التنسيقية، أو من خلال التواصل المباشر بين المؤسسات والوزارة بحكم خصوصية بعض المواضيع التي يتم طرحها ومناقشتها، وكذلك كان هناك لقاءات مع المسؤولين في الوزارة لمناقشة وبحث ما تم رفعه من الهيئة التنسيقية من دراسات للعديد من المواضيع والمشاريع. احتياجات الحجاج وبين سيف الدين أنه تم عقد لقاءات مع مسؤولي بعثات الحج لمعرفة أعداد الحجاج القادمين لأداء الفريضة والوقوف على أبرز احتياجاتهم، ثم جمعت كافة المؤسسات خلاصة المعلومات التي تتوفر لديها وبنت خطتها التشغيلية، واستفادت من أخطائها وعملت على تصحيحها وأعدت برامج جديدة للارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وطورت المؤسسات برامجها التقنية وأثبتت أحدث نقلة نوعية في تعاملاتها ، واستفادت من كافة معلوماتها من خلال رصد وتوثيق برامج النقل بين المشاعر المقدسة، ومكةالمكرمة والمدينة المنورة. منظومة متكاملة من جهته أوضح المطوف زهير عبد الحميد سدايو نائب رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف رئيس مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا «أن هناك منظومة متكاملة من الخدمات، والجهات تعمل في شراكات مع بعضها البعض لتقديم خدمة متكاملة لضيوف الرحمن، والتخطيط الاستراتيجي هو الذي يمثل الحلول لكثير من المشاكل والمعاناة التي نعانيها وبدأت وزارة الحج بتطبيق وضع الخطة الاستراتيجية للحج حتى 25 عاما مستقبلاً بشراكات مع جهات مختلفة لها علاقات مباشرة مع الحج ، وإذا ما وضعت خطة استراتيجية واضحة المعالم، ودرسنا جميع معطيات الأعوام السابقة أو تم دراسة كل مداخلاتها من إشكالات وتم وضع معلومات متكاملة، فنستطيع أن نصل إلى حلول دائمة ومتوافقة مع التطور المستمر للحج والزيادة السكانية التي تواجه العالم ورفع نسبة الحجاج، ولهذا فإن الطلب على الخدمات في الحج ليس ثابتا بل متغير في كل عام بالزيادة وفق الزيادات ورغبة المسلمين لأداء فريضة الحج. خدمات مركزية وفي السياق نفسه كشف المطوف طارق محمد عنقاوي رئيس مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا «استحدثت مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا برامج وخططا جديدة ضمن خطتها التشغيلية في موسم الحج هذا العام، والاستمرار في تطبيق مشروع إحلال الخدمات المركزية وتطبيق منهج اللا مركزية في أداء الخدمات المباشرة بإسنادها لكيانات مجموعات الخدمات الميدانية المنبثقة عن المؤسسة بكل من مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وذلك باستقلالية كل منهم في استئجار وتجهيز مقار مجموعات خدماتهم الميدانية بمكةالمكرمة، وتجهيز وتأثيث مواقع سكن حجاج المجموعة بالمشاعر المقدسة، وتوفير الكوادر البشرية المؤهلة للتشغيل، وتقديم كافة ما يلزم حجاج المجموعات من خدمات أساسية وإضافية، والتعاقد على تقديم الخدمات الإضافية». رفع مستوى الخدمات وأضاف عنقاوي أنه تم تطبيق كافة مضامين الشروط والمواصفات، وتحقيق رغبة حجاج المؤسسة في المزيد من الخدمات التي يرغبون الحصول عليها، وتقديم هذه الرغبات وفق حزم برامج الخدمات الإضافية بشكل مقنن وواضح قابل للقياس والمتابعة، ورفع مستوى أداء هذه الخدمات وفق معايير الطلب بما يتناسب مع جنسيات حجاج المؤسسة، وتهيئة العاملين من مطوفي المؤسسة للمرحلة التطويرية والنقلة النوعية التي تتطلبها إعادة الهيكلة والسماح لها أن تعمل وفق الأسس التجارية في أعمالها، ودقة الرقابة والمتابعة في تنفيذ هذه الخدمة من قبل الجهات المكلفة من المؤسسة بما يعطيها الحق في الحيادية عند المراقبة، ضماناً لوصول هذه الخدمة للحجاج، ووفقاً لمستجدات العمل والمتغيرات فإن المؤسسة وضعت لنفسها أهدافاً تتمثل أهم مرتكزاتها في تحديث المستجدات الخدمية التي توفرها المؤسسة لقطاعاتها ومجموعاتها الميدانية في موقعها على شبكة الإنترنت، وإقرار الموارد المحددة حسب الاحتياج لموسم الحج الحالي وفق متطلبات بعثات قدوم الحجاج والتي تم توثيقها مع معالي وزير الحج، وبعثات الحج التي وفدت للتباحث من الدول التي تخدم المؤسسة حجاجها. تعاملات إلتكرونية وفي سؤال عن كيفية مواجهة العقبات التي تعوق الخطط والبرامج التي تسعى المؤسسات لتطبيقها قال المطوف عبد الواحد برهان سيف الدين «لا شك أن اجتهادات مؤسسات أرباب الطوائف تصطدم بواقع تنظيمها الحالي وتواجه عقبات لا تخفى على الجميع، على الرغم من أن مؤسسات الطوافة بذلت قصار جهدها وفقا لما هو متاح لها لتحقيق نقلة نوعية في تحسين خدمات النقل والإسكان والتعاملات الإلكترونية، وسارع المسؤولون في تلك المؤسسات إلى إبلاغ الجهات المعنية بالمعوقات التي تواجهها ولا تملك أي وسيلة للتغلب عليها أو تلافيها، وطالبت المؤسسات بضرورة معالجتها من قبل الجهات ذات الاختصاص، ومن هذه المعوقات أن عوائد المؤسسات الطوافة اعتمدت منذ 35 عاما، ولم يحدث فيها تغيير منذ ذلك الحين، إضافة إلى ضيق مساحات مشعر منى، ومشكلة سوء تنظيم دورات المياه الجديدة، والتي تعتبر خدمات أساسية للحجاج وهذه المشكلة لا زالت قائمة في موسم الحج هذا العام على الرغم من أنها عنصر مؤثر وأساسي في خدمات الحج، عطفا على مشكلة كثافة الحجاج غير النظاميين والذين يتسببون في مضايقة الحجاج النظاميين، وحتى أن برامج التفويج لمنشأة الجمرات يحرم منها الحاج النظامي، حتى لا يقع في زحمة الحجاج غير النظاميين، وبهذا التنظيم نتيح لهم الرمي وتأدية مناسكهم في هذه الشعيرة في الوقت الذي تؤكد فيه الآراء الفقهية أنه الوقت الأفضل لرمي الجمرات. حافلات النقل واعتبر برهان سيف الدين «أن نظام الحافلات قديم جدا وهناك بعض التنظيمات لا يمكن تطبيقها في وقتنا الحالي لتغير الوضع كليا ومنها العمر الافتراضي لحافلات النقل والذي لم يعد مناسبا فعندما وضع العمر الافتراضي في السابق كانت نوعية الحافلات أمريكية وألمانية ثم دخلت شركات هندية وكورية وصينية لا تتوفر في حافلاتها جودة في الصناعة الأمر الذي يفاقم نسبة الأعطال الفنية للحافلات، كما أن الحافلات يتم إيقافها طوال العام ولا تعمل إلا في الحج وهذا يؤثر عليها، كما أن بعض الحافلات تستخدم في النقل المدرسي ونقل المعتمرين والمصلين طوال العام وتستهلك استهلاكا يقلل من عمرها الافتراضي، ولهذا السبب لا زالت نسبة الأعطال في التصعيد للمشاعر نسبة عالية، وتؤثر على الخدمات المقدمة للحجاج فالنقل عصب الحج. تقليل الأعطال وفيما يتعلق بالحلول الجذرية وكيفية تجاوز المؤسسات لمثل هذه المشكلات قال سيف الدين: «وزير الحج عقد اجتماعات مع المسؤولين في النقابة العامة للسيارات، ومسؤولي الشركات المتعهدة في تأمين حافلات نقل الحجاج، هناك وعود بتقليل نسبة الأعطال وتقديم خدمات نقل مناسبة بعد أن تم ضخ حافلات جديدة ستعمل خلال موسم الحج هذا العام». تحديث أسطول الحافلات وحول الهواجس المتعلقة بتخوف شركات النقل من تعرضها لخسائر بعد تشغيل قطار المشاعر ما حدا بها لعدم تحديث أسطولها من الحافلات بالشكل المطلوب قال سيف الدين: «من الطبيعي وجود تخوف لدى ملاك الشركات نتيجة تشغيل قطار المشاعر، ولديها تساؤل عن مصير حافلاتهم بعد تشغيل القطار بشكل كامل، كما أنهم يعانون كما نعاني من انخفاض العوائد فأجرة الحافلة تم إقرارها قبل 30 عاما». الطاقة الاستيعابية وبدوره تساءل هشام كعكي عن موعد إيجاد حلول مجدية للمشاكل المتعلقة بضيق الطاقة الاستيعابية لمشعر منى، وارتفاع نسبة أعطال الحافلات، والعوائق التي تواجه الطوافة، ومشكلة دورات المياه، وظاهرة الافتراش. وردا على هذا التساؤل قال سيف الدين «نحن نعاني من هذه المشاكل ونتحدث مع الجهات المسؤولة في وزارة الحج، وهناك جهات متخصصة تدرس الاحتياج وتتولى تنفيذ المشاريع وهناك تحسن ومعالجات تتم لبعض الإشكاليات في الحج، والجميع شاهد مشروع زيادة الطاقة الاستيعابية في مشعر عرفات بعد تسوية المرتفعات وتنظيم المشعر». شجون مؤسسات الطوافة وفي سياق متصل بالموضوع ذكر الكاتب والإعلامي الدكتور فايز صالح جمال الباحث والمتخصص في شؤون الطوافة أنه لا يوجد من يستمع لهموم وشجون مؤسسات الطوافة ولا يؤخذ رأيهم في المشاريع القائمة في المشاعر المقدسة. وأضاف بقوله «فعلى سبيل المثال المخيمات في منى يتم تخصيص أقل من متر مربع لكل حاج في مخيمات منى وهذا يؤدي إلى تدني مستوى الخدمة المقدمة للحاج الذي يحمل مسؤولية ذلك للمطوف، كما أن مؤسسات الطوافة ليست ممثلة في لجان الحج، ووزارة الحج تظل جهة مشرفة ولا تمثل صوت مؤسسات الطوافة، وصوت وزارة الحج في اللجنة العليا والمركزية خافت، ولهذا السبب فإن تقدم الخدمات يسير ببطء، ولهذا نؤكد على أننا نطالب بمنح مؤسسات الطوافة صلاحيات تمثيل في لجان الحج للمصلحة الوطنية التي تقتضي أن يستمع المسؤولون في تلك اللجان إلى العاملين في الميدان الذين يمارسون العمل ويواجهون العقبات والصعوبات التي تعيق تقديم الخدمة المثلى». المشاركون: المطوف عبد الواحد برهان سيف الدين رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف ورئيس مؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية المطوف زهير بن عبد الحميد سدايو نائب رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف رئيس مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا. الأستاذ محمد حسن قاضي الأمين العام للهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف. المطوف طارق محمد عنقاوي رئيس مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا واستراليا. الزمزمي سليمان أبو غلية رئيس مكتب الزمازمة الموحد. المطوف فيصل محمد نوح رئيس مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية. الدكتور عبد الإله بن محمد جدع عضو مجلس الإدارة والمتحدث الرسمي باسم مكتب الوكلاء الموحد. المهندس مهدي بن السيد صحره عضو مجلس الإدارة رئيس العلاقات العامة والإعلام بمؤسسة مطوفي حجاج إيران. المشاركون من خارج عكاظ: الدكتور فايز صالح جمال كاتب إعلامي وباحث متخصص في شؤون الطوافة. الأستاذ هشام كعكي كاتب إعلامي. الدكتور محمد السهلي عضو جمعية حقوق الإنسان. المشاركون من عكاظ: علي غرسان الزهراني المشرف على مكتب مكةالمكرمة. ماجد بن أحمد المفضلي سكرتير تحرير مكتب مكةالمكرمة. سلمان بن سالم السلمي محرر. محمد سميح المقاطي محرر. (تصوير: رامي الثقفي).