واصل الجيش السوري قصفه الصاروخي والمدفعي أمس لمدينة دير الزور شرقي سورية أمس، وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات النظام قصفت بالصواريخ والمدفعية فجر أمس عدة أحياء في المدينة التي تخضع لسيطرة الجيش السوري الحر. كما تواصل القصف الحكومي العنيف على مدينة السفيرة بريف حلب، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل، وسط نزوح أهل المدينة هرباً من القتال. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن كتائب المعارضة المسلحة واصلت تصديها لقوات النظام قرب بلدة السفيرة، في حين تحاول حشود عسكرية تنطلق من معامل الدفاع اقتحام المدينة والسيطرة عليها، مستعينة في ذلك بقصف طائرات النظام للقرى والمناطق المحيطة بها. وأضاف المرصد أن البلدة تتعرض منذ يومين لقصف عنيف من قوات النظام للضغط على بلدة خناصر التي استعادتها المعارضة المسلحة. مشيراً إلى استخدام النظام سياسة الأرض المحروقة لاقتحام المدينة، مؤكدا أنه شن خلال يوم أمس أكثر من 10 غارات جوية، أدت إلى مقتل 25 شخصاً من المدنيين، وتدمير 25 منزلاً، ونزوح عدد كبير من السكان. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن السفيرة تتعرض منذ يومين لقصف عنيف من قوات النظام "التي تسعى إلى تخفيف الضغط عن بلدة خناصر القريبة التي استعادتها قوات المعارضة. وتقع البلدة على الطريق المعروف ب "طريق البادية" الذي يشكل طريق الإمداد الوحيد لقوات النظام إلى مدينة حلب، حيث تدور منذ أكثر من سنة معارك ضارية. وفي محافظة درعا، لقي 8 أشخاص مصرعهم في غارة نفذها الطيران الحربي السوري على مدينة نوى في محافظة درعا، بحسب الهيئة العامة للثورة التي قالت في بيان إن بين القتلى طفلين، وإن هناك العديد من الجرحى و"معظمهم بحالة خطرة". وفي ريف دمشق، قال نشطاء سوريون إن معارك نشبت الخميس بين مقاتلي الجيشين النظامي والحر بالقرب من مزار رئيسي للشيعة في الأطراف الجنوبية للعاصمة. حيث اندلع قتال عنيف عندما هاجم معارضون بقذائف الهاون ونيران الأسلحة الآلية أفراد ميليشيا تابعة لحزب الله اللبناني وميليشيا عراقية في ضاحية السيدة زينب. ووصف أحد قادة مقاتلي المعارضة الهجوم بأنه هجوم مضاد لتخفيف الضغط عن ضاحيتي "الذيابية" و"البويضة" الخاضعتين لسيطرة المعارضة وكذلك مخيم "الحسينية" للاجئين الفلسطينيين حيث تحاول كتائب المعارضة صد تقدم الميليشيات الشيعية. وأشار القائد أبو عبدالرحمن من لواء الصحابة إلى أن الجيش السوري هو مصدر قوة النيران الثقيلة ضد مقاتلي المعارضة، وأن معظم القوات الموالية للرئيس بشار الأسد التي تخوض المعارك في ضاحية السيدة زينب والمناطق القريبة حولها تتألف من مقاتلي حزب الله ومقاتلين عراقيين. وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة انتشروا في الشوارع المؤدية إلى مفترق طرق على بعد بضع مئات الأمتار من المزار، حيث وردت أنباء عن مقتل بعض رجال الميليشيات العراقية. وأضاف "هذه مقاومة ضارية. الهدف ليس الاستيلاء على المزار ولكن إجبار حزب الله وحلفائه على التراجع من المناطق القريبة". وتابع "هناك جثث في الذيابية والبويضة، ولكن القصف الشديد يحول دون انتشالها". وفي نفس المنطقة قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الجيش النظامي واصل قصفه، وأضافت أنها وثقت مقتل 105 أشخاص، بينهم 12 طفلاً و10 سيدات، و4 آخرون قضوا تحت التعذيب. إلى ذلك لقي 12 شخصاً حتفهم أمس في حادث غرق مركب كان يقل نحو 130 شخصاً من جنسيات مختلفة، من بينها الجنسية السورية، كانوا يحاولون الهجرة غير الشرعية بمنطقة غرب الإسكندرية. وقال مدير أمن الإسكندرية اللواء أمين عزالدين، إن القوات البحرية المصرية انتشلت 12 جثة لضحايا غرق المركب بمنطقة الدخيلة، وإن معظم الضحايا من السوريين، وكانوا ينوون الهجرة خارج البلاد عن طريق بعض السماسرة".