تعيد منظمة اليونسكو في باريس نشر القائمة الحمراء التي وصفت بالعاجلة للآثار السورية المعرضة للخطر، وكانت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا في نهايات الشهر الماضي ورئيس المجلس الدولي للمتاحف هانز - مارتن هينز، وإيميلي راففرتي رئيسة متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، وبوني بورنهام رئيسة الصندوق العالمي للآثار، وتوماس كامبل المدير التنفيذي لمتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، قد أصدروا هذه القائمة. وتتيح مجموعة القوائم الحمراء التي تصدر عن المجلس الدولي للمتاحف تيسير عمل رجال الشرطة ومسؤولي الجمارك وسائر المهنيين المعنيين بحماية الممتلكات الثقافية على الصعيد العالمي، لأنها تساعد على تحديد فئات الممتلكات المعرضة بدرجة كبيرة لخطر عمليات الشراء والاتجار والتصدير غير المشروعة. وقد أدرجت في القائمة الحمراء الخاصة بالجمهورية العربية السورية ممتلكات تقترن بأهم مراحل تاريخ سورية، أي مرحلة ما قبل التاريخ والتاريخ القديم، والعصر الإسلامي، والقرون الوسطى، والحقبة العثمانية. وفور صدور هذه القائمة أعربت بوكوفا عن صدمتها وحزنها الشديدين إزاء العدد الهائل من الأرواح التي سقطت في سورية منذ بداية النزاع وذكّرت بما لحق بالتراث الفريد لسورية، ولا سيما مدينة حلب القديمة وموقع قلعة الحصن المدرج في قائمة التراث العالمي، من أضرار مأساوية لا يمكن تداركها، مشددة على أن اليونسكو: "لا يمكنها الاختيار ما بين إنقاذ الأرواح وإنقاذ التراث الثقافي. فحماية التراث وحماية الناس هما أمران لا يمكن الفصل بينهما لأن التراث يجسد هويات الناس، والتراث يزود الأشخاص بما يلزمهم من قوة للتطلع إلى المستقبل بثقة، والتراث قوة دافعة تساعد على تحقيق التماسك الاجتماعي وإنعاش المجتمعات. وهذا هو السبب الذي يجب أن يحثنا على جعل حماية التراث جزءاً لا يتجزأ من الجهود الإنسانية على اختلاف أنواعها". وأضافت بوكوفا: أنه لا يمكن حماية تراث سورية غير القابل للتعويض إلا من خلال عمليات دولية منسقة"، مسلطةً الضوء على الأنشطة التي نفذتها اليونسكو في هذا الصدد، بما في ذلك الاجتماعات التقنية والدورات التدريبية التي نظمتها، وخطة العمل التي أقرتها في سبيل منع وقوع المزيد من الخسائر وإصلاح الأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي السوري. داعية البلدان المجاورة لسورية، وشركائها من أجهزة شرطة وجمارك، إلى ضرورة التعاون الجاد بنشاط مكثف لتعزيز جهود مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية السورية، وفي هذا الإطار وجهت بوكوفا شكرا خاصا إلى وزارة الخارجية الأميركية على دعمها المالي، الذي أتاح إعداد القائمة الحمراء العاجلة. كما أثنت المديرة العامة على الالتزام الثابت للولايات المتحدة بمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، خاصة في إطار اتفاقية اليونسكو لعام 1970 بشأن التدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، وأعربت عن أملها في أن تواصل الولاياتالمتحدة تعاونها الكامل مع اليونسكو. يذكر أن المجلس الدولي للمتاحف قد أصدر منذ عام 2000، وفي إطار شراكة وثيقة مع اليونسكو، 12 قائمة حمراء للممتلكات الثقافية المعرضة للخطر في شتى أنحاء العالم.