أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، سلسلة إصلاحات تسمح للموظفات التركيات بارتداء الحجاب في أماكن عملهن بالمؤسسات العامة وتوسع حقوق الأقليات وخصوصا منها الأكراد. وفي خطاب استغرق ساعة، أعلن أردوغان إلغاء قرار كان يمنع الموظفات التركيات من ارتداء الحجاب في "المؤسسات العامة" و"إجراءات تمييزية بحق النساء والرجال"، أي الحجاب بالنسبة للنساء واللحى بالنسبة للرجال. وقال: "سنلغي تلك الانتهاكات التي تعيق حرية المعتقد". غير أن تلك الممنوعات التي ترمز إلى النظام العلماني في تركيا المسلمة، كما أقرها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، ستظل قائمة بالنسبة لرجال ونساء الشرطة والقضاة والنيابة، كما أوضح رئيس الوزراء. ويفترض أن يسمح القرار المعلن أمس للنائبات بارتداء الحجاب في البرلمان الذي سبق أن أثار ضجة. ويأتي ما أعلنه أردوغان قبل أقل من ستة أشهر من الانتخابات البلدية، وخصوصا بعد أربعة أشهر من انتفاضة شعبية غير مسبوقة استهدفت رئيس الوزراء في حزيران الماضي. وفضلا عن ذلك القرار الذي يعتبر بمثابة الرمز، طرح أردوغان أمس سلسلة من الإجراءات لتعزيز حقوق الأقليات ابتداء بالأكراد. وبين هذه الإصلاحات "تعليم اللغات واللهجات المحلية في المدارس الخاصة"، فضلا عن اللغة التركية ومنها الكردية المحظورة حتى الآن. وأعلن أردوغان أيضا أن بعض البلدات الكردية التي تغيرت أسماؤها خلال الثمانينات بعد انقلاب 1980، ستستعيد أسماءها الكردية. وعلى الصعيد السياسي، وعد أردوغان أيضا بمناقشة موضوع خفض عتبة العشرة بالمائة من الأصوات الضرورية للدخول إلى البرلمان. وفي المجال الجنائي، أعلن تعزيز العقوبات ضد "خطاب الحقد" و"الذين يعارضون الممارسات الدينية". وفيما وصف أردوغان في الخطاب الذي ألقاه أمام وزرائه، خطته بأنها "تاريخية"، اعتبرتها رئيسة حزب السلام والديمقراطية، أكبر حزب كردي، جولتن كيساناك "رزمة فارغة تهدف فقط للفرجة". وسيناقش البرلمان الإصلاحات المعلنة خلال دورته المقبلة التي تبدأ اليوم.