خرج دور الجمعيات النسائية الخيرية بالمنطقة الشرقية عن الإطار المألوف والمتعارف عليه لدى عامة المجتمع من كونها جمعيات تهتم بالدور الإغاثي إلى جمعيات تتجه نحو التخصص في تقديم الخدمة، والفئة المستفيدة من الخدمة نفسها، فانبثقت عدة فرق من رحم هذه الجمعيات تميزت في خدماتها لفئة من المجتمع، وبالأخص فئة المسنين. وأوضحت عضو فريق رعاية المسنين في جمعية العطاء النسائية الخيرية بمحافظة القطيف زهراء أبو حليقة ل "الوطن"، أن الفريق منبثق من لجنة التنمية الأسرية التابعة للجمعية، وأن تأسيسه جاء إيمانا منهن بأهمية فئة كبار السن في المجتمع وما لهم من احتياجات صحية ونفسية واجتماعية، ووجودهن كطاقات إنسانية مهتمة بالعمل الاجتماعي التطوعي ومحبة وقادرة على العطاء لتلك الفئة، مشيرة إلى مواصلة المسيرة التي أوصت بها تعاليم الدين الإسلامي، وحثت عليها القيم العربية بمنح المسن قدرا وافرا من الرعاية والاحترام. ويسعى الفريق إلى تحقيق جملة من الأهداف تتمثل في السعي لاستحداث أساليب مبتكرة تقدم من خلالها أشكالا أفضل من الخدمة لرعاية المسنين كتوعيتهم بما يعزز صحتهم، والعمل على تقديم الخدمات والتسهيلات المناسبة لهم في الأماكن المختلفة، إلى جانب المساهمة في إعادة غرس القيم والتعاليم الدينية التي تحث على البر بالوالدين، وتوقير كبار السن وضرورة الوفاء لهم، علاوة على حث الشباب من هواة العمل التطوعي وتوعيتهم بكيفية العناية بالمسنين، إضافة إلى تشجيع مؤسسات المجتمع المدني على القيام بدورها في تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين. وعن أبرز المهام التي يقوم بها فريق عمل رعاية المسنين، أوضحت أبو حليقة أنها تتمثل في زيارة الفريق مع الأخصائيات لكبار السن في منازلهم، للوقوف على أوضاعهم وتقديم المساعدة لهم كنقل من هو في حاجة إلى المستشفى، إلى جانب زيارة الفريق لكبار السن في المستشفيات، والمجمعات الصحية ودور الرعاية الاجتماعية لرفع الحالة المعنوية لهم والتخفيف عنهم، علاوة على التوعية والتثقيف الصحي؛ حيث يشارك الفريق في الفعاليات الصحية والاجتماعية، ومنها تعاون الفريق مع برنامج الطب المنزلي بمستشفى القطيف حيث يسلم الفريق لبرنامج الطب المنزلي ما يتوفر لديه من احتياجات لكبار السن، مؤكدة على حق المسن في الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية. وقالت زهراء أبو حليقة إن ما ينقص المسن هو المعرفة التامة بخصائص المرحلة التي يعيشها والتسهيلات التي وفرت له والحاجة إلى تعريف المجتمع عامة وكبار السن خاصة بذلك من خلال الوسائل المختلفة، إلى جانب إنشاء الأندية الخاصة بكبار السن المهيأة بما يخدم حاجات المسن المختلفة، وتمكينه من الاستمرار في ممارسة دوره في المجتمع وتقديم خبراته عندما تتوفر في تلك الأندية المكتبة والأجهزة الرياضية والمسبح والمقهى، وبذلك يشغل المسن وقت الفراغ الكبير الذي يعاني منه بما ينفعه، ويخلصه من الكثير من المتاعب، علاوة على دور رعاية لكبار السن الذين لا يتوفر من يرعاهم في منازلهم. وأبانت أبو حليقة أن الفريق يخدم 14 حالة من خلال زيارتهم في منازلهم، والتعرف أولا على الحالة وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لها، والعمل على تقديم التسهيلات المناسبة. وقالت: توجد 6 حالات تحظى بمتابعة دورية، ويتم حالياً إضافة حالات أخرى. وعن أبرز الفعاليات التي يعتزم الفريق تنفيذها، قالت إن الفريق يعتزم تنفيذ اللقاء التكريمي الترفيهي لكبار السن في المستقبل إلى جانب تقديم فيلم هادف لكبار السن وكتاب إرشادي عن كيفية التعامل مع المسنين، وتنظيم دورات وورش عمل (تغذية المسن / الإسعافات الأولية / مشكلات المسن) إضافة إلى إنشاء ناد لكبار السن.