يترقب اليمنيون بقلق بالغ ما ستؤول إليه المداولات التي يجريها مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر حول شكل الدولة، وذلك بعد ساعات من تقديمه تقرير إحاطة إلى مجلس الأمن حول مستجدات الحوار الوطني، الجاري في صنعاء منذ أكثر من ستة أشهر، والذي بدا فيه محبطاً من مواقف بعض الأطراف المشاركة في المؤتمر والتي منعت اتفاقاً حول شكل الدولة الاتحادية المقبلة ما إذا كانت من إقليمين أو عدة أقاليم. واعتبر بنعمر في تقريره، أن العملية الانتقالية في اليمن "بلغت منعطفاً حاسماً" وأن هناك "حمماً تتجمع تحت الرماد في اليمن"، في إشارة إلى أن البلاد تواجه تحديات سياسية واقتصادية وإنسانية وأمنية كبيرة، وأن هناك قضايا رئيسة عدة لا تزال عالقة، من بينها القضية الجنوبية التي قال عنها إنها من أبرز المشاكل التي حالت دون انتهاء مؤتمر الحوار في موعده، معتبراً أن القضية شائكة ولا تزال قيد النقاش. وعلى الرغم من إشادة بنعمر ب"جميع المتحاورين" لجدّهم وتفانيهم ودأبهم من أجل أهداف مؤتمر الحوار، قال إن هناك أطرافاً وأفراداً لا يزالون يشكلون عقبة أمام نجاح المؤتمر، حيث هناك مساع لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، تقوّض الثقة في الانتقال السياسي. وقال إن مؤتمر الحوار "ليس سوى خطوة واحدة في العملية الانتقالية ولم يكن يفترض أبداً أن يقدّم حلولاً لجميع المشكلات في اليمن، بل كان مصمّماً كجزء من عملية تحوّل سياسي أوسع وأطول مدى". وأشار إلى أنه تبقت بضعة أشهر فقط لإنجاز مهام استغرقت سنوات في بلدان أخرى، تتضمّن إنهاء مؤتمر الحوار ووضع دستور جديد وتبنّيه وإجراء انتخابات عامة. وأوضح بنعمر أنّ هناك تقدماً واتجاهاً للتوافق على مجموعة مبادئ ورؤية لبناء هيكل جديد لدولة اتحادية، مبنية على مقترحات قدّمتها مختلف المكوّنات، وذلك على رغم استمرار النقاشات حول عدد الأقاليم الاتحادية وحدودها، وأن هناك مساعي للتوافق على مجموعة قضايا إضافية حساسة، تتضمن الموارد الطبيعية وتشارك السلطة وتوزيعها على مستويات اتحادية وإقليمية ومحلية. واعتبر أن التزام الجنوبيين بدعم الرؤية الجديدة ليمن اتحادي يعتمد بشكل كبير على خطوات سريعة وواضحة من قبل الحكومة لمعالجة مظالم الماضي، وعلى ضمانات بعدم العودة إلى ذلك الماضي.