تستعد منتجعات "البحر الأحمر" المصرية لاستقبال آلاف السياح الأجانب خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد أن أعلنت كبريات شركات ومكاتب السياحة العالمية استئناف رحلاتها إلى مصر، بعد نجاح الجهود الدبلوماسية المصرية في إقناع صانعي القرار بالدول الأوروبية، برفع حظر سفر مواطنيها عن المناطق الساحلية بالبحر الأحمر والأقصر وأسوان. وقال محافظ البحر الأحمر اللواء أحمد عبدالله، إن المقاصد السياحية المطلة على البحر الأحمر، وأبرزها شرم الشيخ والغردقة ودهب، ستنتعش فنادقها مجدداً بعد أن بدأت شركات السياحة العالمية الكبرى مثل "توماس كوك" و"دير دوريستك" الألمانيتين، في التعاقد على برامج سياحية استعداداً لإيفاد السائحين الأحد المقبل. وقررت نحو 10 دول أوروبية من أكبر الدول التي تتدفق منها السياحة إلى مصر، رفع الحظر والتراجع عن التحذيرات أمام مواطنيها في اليومين الماضيين، أبرزها فرنسا الدنمارك والنرويج وألمانيا وهولندا وبلجيكا، وتنتظر مصر قراراً مماثلاً من روسيا خلال ساعات، وبخاصة أن روسيا تُصدر لمصر نحو أكثر من مليوني سائح سنوياً، حسبما أكد المحافظ. وتراجعت نسب الإشغالات في فنادق البحر الأحمر لأكثر من 80 % خلال الشهرين الماضيين، وكذلك الحال بالنسبة لفنادق الأقصر وأسوان لم تتجاوز نسب الإشغالات فيها حاجز 30%، أما فنادق القاهرة والإسكندرية، فقد خلت من الإشغالات إلى حد كبير. وفي سياق متصل، توقع وزير السياحة المصري هشام زعزوع في تصريح خاص إلى "الوطن"، تحقيق إيرادات بنحو 9.5 مليارات دولار من قطاع السياحة خلال عام 2013، رغم أنه كان من المستهدف تحقيق 11 مليار دولار، إلا أن الظروف التي شهدتها مصر مؤخراً ستحول دون تحقيق هذا الرقم. وأضاف زعزوع أن إيرادات مصر من السياحة بلغت نحو 8.8 مليارات دولار في عام 2011، في مقابل نحو 12.5 مليار دولار في عام 2010؛ لتصل خسائر القطاع إلى 4.5 مليارات دولار، وفي العام الماضي 2012 بلغت الإيرادات نحو 10 مليارات، مشيراً إلى أن خسائر القطاع خلال هذا العام قد تكون في حدود 2.5 مليار دولار. ودفعت تحذيرات الدول لمواطنيها من السفر لمصر، إلى قيام عدد كبير من شركات السياحة الأجنبية بوقف جميع رحلاتها إلى مصر، مما وأد انتعاشاً مؤقتاً لقطاع كان يساهم بنحو 11 %، من الناتج المحلي الإجمالي المصري، قبل ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، حتى تعرض القطاع لضربة موجعة، بعد انتشار أعمال العنف والإرهاب قامت بها جماعة "الإخوان المسلمين"، في أعقاب فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، في رد منها على السلطات المصرية لفضها تلك الاعتصامات التي تسببت في فوضى عارمة.