أعلن الجيش السوري الحر رفضه مشاركة إيران في مؤتمر جنيف المزمع إقامته الشهر المقبل لبحث إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. ووقَّع 100 من ضباط الجيش على بيان يدعو إلى مقاطعة المؤتمر في حال مشاركة إيران، لأنها أحد الأطراف الرئيسية في الأزمة، حسب قولهم، وقال البيان "مع إدانتنا مجدداً لأي حوار مع نظام الأسد، وأي مؤتمر لا يفضي إلى الإطاحة به، نعلن أن نظام طهران هو جزء أساسي من المشكلة، وبدلاً عن إشراكه في المؤتمر نرى أن الوقت قد حان ليعاقبه المجتمع الدولي على جرائمه التي ارتكبها بحق شعبنا". ومن بين الموقِّعين على النداء مؤسس الجيش الحر العقيد رياض الأسعد، والمسؤول الثاني فيه العقيد مالك الكردي، وعضو مجلس القيادة العميد الركن مثقال البطيش الذي قال بدوره "قبول أي جهة بحضور إيران لهذا المؤتمر الدولي سيدفعنا إلى اعتبارها عدوة للشعب السوري". وعن المعارك الدائرة بين الجيش الحر وبعض التنظيمات المتشددة، قلَّل البطيش من أهمية تلك التنظيمات وقال "بعض هؤلاء يأتون من الشيشان والعراق، ويدَّعون مساعدة الثورة السورية، لكن لهم برنامجهم الخاص. لكن عددهم محدود جداً ولا يشكِّلون خطراً علينا. في اليوم الذي سيسقط فيه الأسد، سنسوي أمرهم في يومين. ولكن علينا أولاً الاهتمام بإسقاط النظام". وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن أول من أمس ترحيبه بالمشاركة الإيرانية، شريطة أن يكون الهدف من ذلك هو إجراء انتقال سياسي في سورية وليس بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم. إلى ذلك، وجَّه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند انتقادات لاذعة للرئيس السوري ووصفه بأنه "كاذب ومخادع"، وقطع بأن الاتفاق على نزع السلاح الكيماوي لا يمكن أن يكون ذريعة لاستمراره في الحكم. وقال في تصريحات صحفية في نيويورك أمس "عند اندلاع الأزمة نفى الأسد بصورة قاطعة امتلاك بلاده لهذه الأسلحة الفتاكة، وعاد مؤخراً وأكد وجودها. وبالتالي لا يمكنه أن يكون شريكاً صادقاً، فهو كاذب ومخادع لا يمكن الوثوق به، ولا أعتقد أن إقراره بتدمير الكيماوي سيكون فرصة أمامه للبقاء في الحكم". وأضاف "الهدف الأساسي لمؤتمر جنيف هو خروج الأسد، وتشكيل حكومة تمثِّل كل الأطراف والقوى الراغبة في بناء سورية الغد". وبدورها شنت صحيفة واشنطن تايمز هجوماً عنيفاً على الأسد، ووصفته ب "الوحش المجرم"، وقالت في مقال للكاتب إد فولنر "الأسد تحول إلى وحش مجرم، قتل الآلاف من أبناء الشعب السوري، وشرَّد الملايين من ديارهم، وأطلق العنان للأسلحة الكيماوية في الحرب المستعرة بالبلاد منذ أكثر من عامين". ودعت الصحيفة المجتمع الدولي إلى التركيز في المقام الأول على ضبطه وإيقافه أمام العدالة الدولية. وقالت "الحرب المستعرة في سوريا قد تستمر سنوات، فتحصد مزيداً من مئات الآلاف من الأرواح، وتتحول إلى كارثة أكبر وتنتقل نارها إلى هشيم المنطقة برمتها. لذلك لا بد من رد فعل سريع وحاسم بإنهاء الأزمة وتقديم المسؤولين عنها للقضاء. وبذلك فقط يمكن ضمان استقرار المنطقة".