أحدث القرار الروسي بوقف تصدير الحبوب ابتداءً من 15 من أغسطس الجاري هزة في أسواق السلع العالمية حيث ارتفعت أسعار القمح الأمريكي بأكثر من 6% في التعاملات الآسيوية أمس، كما قفزت أسعار عقود القمح للتسليم في سبتمبر في بورصة مجلس شيكاجو للتجارة 6.75 %. وأتى هذا القرار في ظل بدء بعض الدول لعمليات شراء القمح حيث طرح مكتب الحبوب التونسي الحكومي أمس مناقصة لشراء 75 ألف طن من القمح القاسي. وفي هذه الأثناء، قالت روسيا إنها ستعيد النظر في حظرها صادرات الحبوب بعد اكتمال الحصاد وستبقى ملتزمة بالتزاماتها طويلة الأجل. وصرح النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي إيجور شوفالوف "عندما نكمل الحصاد سنرى إن كانت لدينا إمكانية التصدير ثم سنعاود الوفاء بطلبات التصدير". ودفعت أسوأ موجة جفاف تشهدها روسيا في قرن إلى فرضها حظراً على صادرات الحبوب أول من أمس للمرة الأولى في 11 عاما مما رفع أسعار القمح الأمريكي القياسية إلى أعلى مستوى لها في 23 شهرا. وتعتبر روسيا إحدى أكبر الدول المنتجة للقمح في العالم. وصدرت العام الماضي 18.3 مليون طن من القمح مدعومة بوفرة المحصول في عامي 2008 و2009 لتأتي في المرتبة الثالثة بعد الولاياتالمتحدة والاتحاد ألأوروبي وذلك وفق إحصاءات مجلس الحبوب العالمي. ومن المقرر أن يستمر الحظر حتى نهاية ديسمبر من العام الجاري. وقال مسؤولون ومنظمات زراعية إن إنتاج محاصيل الحبوب في المغرب والجزائر أكبر منتجين للحبوب في شمال أفريقيا انخفض كما هو متوقع إلى حد كبير بينما جاء المحصول التونسي أقل من المتوقع. ولم ينتقل الطقس الحار الذي أَضر بالمحاصيل في روسيا وأجزاء من غرب أوروبا ودفع أسعار الحبوب العالمية إلى أعلى مستوى في عامين إلى جنوب البحر الأبيض المتوسط الأمر الذي وفر ظروفا مناسبة في نهاية الموسم الزراعي. وكانت روسيا قد أعلنت أول من أمس حظر صادرات الحبوب بدءا من 15 من أغسطس حتى نهاية هذا العام بعد أن أثرت موجة جفاف على محاصيلها من الحبوب. وتم الانتهاء من الحصاد في معظم أنحاء شمال أفريقيا حيث بعض أكبر الدول المستوردة للحبوب في العالم. وألقى مسؤولون زراعيون باللوم في تراجع الإنتاج مقارنة بالعام الماضي على سوء الأحوال الجوية في وقت سابق من الموسم. وتشير تقديرات محلية إلى أن من المتوقع أن ينتج المغرب ثمانية ملايين طن من الحبوب انخفاضا من 10.2 ملايين طن العام الماضي فيما يتوقع أن يبلغ إنتاج الجزائر نحو 4.5 ملايين مقابل إنتاج قياسي بلغ 6.1 ملايين العام الماضي. وقال بوشطا بوصوف رئيس اتحاد الغرف الفلاحية في البلاد إن انتاج المغرب سيأتي متماشيا مع توقعات أعلنتها وزارة الزراعة في أبريل. وأضاف "المحصول جيد لأنه جاء أعلى من متوسط الإنتاج في السنوات الخمس الماضية." وتابع يقول "كما أن نوعية المحصول جيدة. لا يمكننا القول جيدة للغاية لأن المحصول السابق كان ممتازا حقا من حيث الجودة." وفي الجزائر توقع وزير الزراعة رشيد بن عيسى الشهر الماضي أن يبلغ إنتاج الحبوب 4.5 ملايين طن وقال إن محصولي القمح اللين والشعير سيكونان أقل فيما سيكون محصول القمح الصلد جيدا. وكانت تونس قد توقعت أن يبلغ إنتاج الحبوب 1.6 مليون طن انخفاضا من 2.5 مليون العام الماضي لكن منجي الشريف المسؤول في الاتحاد التونسي للفلاحة عدل توقعاته بالخفض هذا الأسبوع إلى ما بين 1.1 و1.2 مليون طن. ولم يذكر سببا لكن مسؤولين قالوا فيما سبق إن ضعف الأمطار أضر بالمحصول. من جهة أخرى قال تجار أوروبيون أمس إن عقودا لصادرات الحبوب الروسية ألغيت باستخدام بنود تعاقدية من المنظمة الدولية لتجارة الحبوب والأعلاف (جافتا) بدلا من إعلان حالة القوة القاهرة. وتتضمن عقود المنظمة الدولية لتجارة الحبوب والأعلاف بندا متعلقا بالحظر يسمح بإلغاء العقد في حالة حظر الحكومات للصادرات.