تعقد منظمة حظر الأسلحة الكيماوية اجتماعاً اليوم في لاهاي بهدف بحث "تدمير الأسلحة الكيماوية السورية". وسيسمح الاجتماع للدول الأعضاء في المجلس التنفيذي للمنظمة، ببحث انضمام سورية للاتفاقية، وتحديد بداية برنامج الإزالة والتدمير. وتمنع اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية صنع هذه الأسلحة وتخزينها واستخدامها، وتحظر على موقعي المعاهدة مساعدة دول أخرى في صنعها أو استخدامها. يأتي هذا بينما تجري الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مشاورات حول مشروع قرار يهدف إلى ضمان التفكيك الفعلي للأسلحة السورية. وتصر دول غربية على تضمين القرار بنداً بتوقيع عقوبات على النظام السوري إذا لجأ للمماطلة. إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات أمس في العديد من المدن والمحافظات السورية، ففي حمص سقط عدد من القتلى والجرحى إثر انفجار قنبلة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مناطق بمدينة الرستن بمحافظة حمص تعرضت لقصف مكثف من قوات النظام أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى. وفي حماة، قال ناشطون إن الجيش الحر أحرز تقدماً في الريف الشمالي بعد استهدافه عدة نقاط عسكرية تابعة لقوات النظام بالمنطقة، وأفادت شبكة شام بأن عناصر الجيش الحر قصفت بصواريخ جراد تجمعات الأمن والمليشيات التابعة له بقرية المغير شمال مدينة حماة، وحققت إصابات مباشرة، ضمن معركة أطلقوا عليها اسم "موقعة العاديات". كما تصاعدت ألسنة الدخان في سماء بلدة كفر زيتا بعد استهداف الثوار حاجز الحماميات التابع لقوت النظام بالمدفعية الثقيلة. وفي مدينة درعا قال ناشطون إن الاشتباكات مستمرة بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات النظام في محيط حاجز الكازية العسكري. وقالت شبكة شام إن عناصر النظام كانت تحاول اقتحام المنطقة، لكن الثوار تصدوا لها بالأسلحة الخفيفة، وأضاف المصدر أن الاشتباكات تجددت بين الطرفين بمدينة بصرى الشام، فيما قصفت قوات النظام مدينة إنخل بريف المدينة. كما واصلت قوات النظام القصف براجمات الصواريخ لبلدتي الشجرة واليادودة بريف درعا. ومن جانبه قال مسؤول تركي رفض الكشف عن اسمه إن أنقرة أغلقت معبر أونكوبينار الحدودي مع سورية بعد تجدد الاشتباكات. وقال في تصريحات صحفية "المعبر الحدودي أغلق لأسباب أمنية تتعلق باستمرار الغموض بشأن ما يحدث على الجانب السوري، وتوقفت كل المساعدات الإنسانية التي تمر من المعبر في الأحوال العادية. وفي مخيم اليرموك في دمشق جددت قوات النظام قصفها بالمدفعية الثقيلة، كما تعرض حي القابون إلى قصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية وسط استمرار الاشتباكات على أطراف الحي. وذكرت لجان التنسيق المحلية في سورية أن الجيش الحر اشتبك مع قوات النظام في 169 نقطة، حيث قام في دمشق وريفها باستهداف مراكز لقوات النظام في شارع فارس الخوري بوسط العاصمة واستهدف مراكز تجمع لقوات النظام في البحدلية وحقق إصابات مباشرة في كتيبة الدبابات بالشيخ سعد. وفي دير الزور قامت قوات النظام بقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة من اللواء 137 على قرى ريف دير الزور الغربي، وقالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة جرت بين الجيش الحر وجيش النظام على أطراف معسكر وادي الضيف في معرة النعمان بريف إدلب. في سياق منفصل، أكد حلف شمال الأطلسي ضرورة الاحتفاظ بالخيار العسكري إذا واصل نظام الأسد مماطلته للمجتمع الدولي حول تسليم أسلحته الكيماوية تمهيداً لتسليمها. وقال الأمين العام للحلف أندروس فوراسموسن "من الضروري أن يظل الخيار العسكري موجوداً في التعامل مع الأزمة السورية للحفاظ على قوة الدفع في العملية الدبلوماسية والسياسية. أعتقد أنه بغض النظر عن نتيجة المناقشات في مجلس الأمن الدولي فإن الخيار العسكري سيظل مطروحاً على الطاولة". وذكر أنه ليس لديه شك في أن نظام دمشق مسؤول عن الهجوم بغاز السارين الذي وقع يوم 21 أغسطس بإحدى ضواحي دمشق وأودى بحياة ما يربو على 1400 شخص. وأضاف "أطلقت الصواريخ من مناطق تسيطر عليها الحكومة. ليس من المنطقي أن تهاجم المعارضة أنصارها بأسلحة كيماوية في مناطق تسيطر عليها بالفعل. وأكثر من ذلك لا نعتقد أن المعارضة تملك سبل شن هجمات كيماوية بهذا الحجم". ورفض راسموسن ما قالته الحكومة السورية وموسكو من أن مقاتلي المعارضة هم المسؤولون عن الهجوم.