لم يقف ضرر المشاريع المتعثرة لدى وزارة الصحة على تأخر تسليم المباني فحسب، بل امتد إلى تأخر تسليم رواتب العاملين على بنود المشاريع لدى الوزارة لمدد وصلت لنحو 3 أشهر، وذلك طبقاً لما أبلغ به "الوطن" مصدر مطلع. ووفقاً للمصادر عينها، بالإضافة إلى وثائق اطلعت "الوطن" على نسخة منها- فإن أزمة تسليم الرواتب تعود تفاصيلها إلى تعثر بعض المشاريع التابعة لوزارة الصحة، في حين ذكر المصدر أن الموظفين التابعين للشركات يتواصلون مع الشركات إلا أن الرد يعتمد على التسويف دونما إبداء أسباب واضحة ومقنعة أدت إلى تأخير الرواتب، بل وأخبرت الشركة الموظفين أن تأخير تسليم الرواتب طال العاملين داخل المكتب الاستشاري عينه. وأفاد المصدر بأن الشركات المشغلة لم تكتف بتأخير الرواتب فحسب؛ بل امتدت إلى حسم جزء من الراتب بحجة عدم توفر سيولة لدى الشركات، مبيناً أن إدارة الإشراف على التنفيذ التابعة للإدارة العامة للمشاريع بوزارة الصحة خاطبت مدير عام إدارة الأراضي والممتلكات، بالإضافة إلى مكتب الاستشارات العمرانية – تحتفظ "الوطن" باسمه بشأن هذا التأخر. وبين المصدر أن الخطاب احتوى على الإشارة إلى مشروع النساء والولادة والأطفال سعة 300 سرير بعرعر، مفيداً بأن الخطاب الذي ورد إلى إدارة الإشراف على التنفيذ تضمن تأخر الشركة في دفع رواتب الموظفين لدى الوزارة - تحتفظ "الوطن" بأسمائهم- على وظائف محددة. وطلبت إدارة الإشراف على التنفيذ من إدارة الأراضي والممتلكات بالإضافة إلى شركة الاستشارات العمرانية، سرعة صرف رواتبهم وإفادة الإدارة بما يفيد صرف الرواتب، مع ضرورة إرفاق صورة من مستندات استلام رواتب الموظفين للمشروع المذكور بشكل دوري مع كل طلب صرف مستحقاتهم الشهرية. أمام ذلك، قال المصدر إن صرف الرواتب لم يتحقق على أرض الواقع، إذ لا تزال رواتب آخر شهرين غير مسلمة للموظفين، مبيناً في ذات السياق أن من بين الموظفين الذين تتأخر رواتبهم من يحملون مؤهلات جامعية، فضلاً عن خدمة البعض الآخر لمدة تتجاوز ال7 أعوام. وأضاف المصدر أن إدارة الإشراف على التنفيذ قامت بتغيير الشركات المنفذة للمشاريع، إلا أن ذلك لم يصاحبه تسليم الرواتب في الأوقات المحددة، مشيراً في ذات السياق إلى أن الوزارة لا يمكن لها أن تستغني عن الموظفين، نظراً لما يمتلكونه من خبرات واسعة وقيامهم بمهام تصل إلى خارج المهام الرسمية المكلفين بها. وكانت "الوطن" نشرت في وقت سابق عن تسجيل مشاريع وزارة الصحة في 10 مناطق، تعثرا وتأخرا وضعفا في مستوى الإنجاز، شملت 22 مشروعا، وتصدرت منطقة مكةالمكرمة في المشاريع الصحية المتعثرة أو المتأخرة ب 6 مشاريع. ووفق مراجعة قامت بها "الوطن" في حينه لقوائم المشاريع الصحية تحت الإنشاء في كل المناطق، تبين أن هناك 22 مشروعاً متعثراً أو متأخراً في المناطق العشر التي تقام فيها تلك المشروعات، وتوزعت كالآتي: مكةالمكرمة 6 مشاريع، تبوك 4 مشاريع، ومشروعان لكل من الرياض والمنطقة الشرقية والمدينة المنورة وجازان، ومشروع واحد في كل من حائل وعسير والباحة ونجران.