عندما هبطنا في مطار أبها لم نستغرب جمال الجو في شهر أغسطس فنحن في أبها البهية، ولكن الأجمل ما وجدناه من حرفية وتعامل من رجال الخطوط السعودية من خلال تنقلاتي العملية والشخصية داخل وطني الحبيب مستخدما ناقلنا الوطني والوحيد الخطوط السعودية. من باب الإنصاف أن نذكر للخطوط السعودية حسناتها ونشكرها عليها، وأيضاً نذكر جوانب القصور، من أجل الإصلاح. أعجبتني عبارة في أحد المستشفيات في المنطقة الشرقية تقول: "إذا أعجبتك خدماتنا فتحدث عنا، وإن لم تعجبك، فتحدث إلينا"، ولا أخفيكم "يا كثر" ما تحدثت إليهم. المشكلة التي نعاني منها من الخطوط السعودية هي قلة المقاعد وربما الرحلات وهذه ليست معضلة لو أحسنت إدارة الخطوط استثمارها، إنها فرصة للخطوط لزيادة الدخل، وخاصة أن الخطوط المشغل الوحيد لبلد في حجم قارة، في بلد الترابط الأسري فيه قوي، فهذا مسافر لحضور زفاف، وآخر متجه لمدينة أخرى لزيارة مريض أو عزاء... إلخ. ربما هناك عوامل تقف حجر عثرة وراء إمكانية زيادة الرحلات أو استخدام طائرات ذات سعة أكبر حتى تلبي احتياجات العملاء. فبدون أن ندخل في عالم التخمين، أعتقد أن الحل الوحيد في الخصخصة والخصخصة فقط، وسوف نجد الخطوط السعودية موجودة بقوة لأن السوق المفتوح لا يرحم والعميل لن ينتظر أو يستجدي مقعدا من هنا أو من هناك، بل سيكون أمام خيارات متعددة، ولا نستبعد أن نجد من يختار الخطوط السعودية ليس غصبا لأنها الوحيدة، بل لأن الخصخصة "صحصحت" الإدارة وجذبت العميل لاختيارها، والفرق كبير بين من يجذبك ومن يجبرك. لستم في حاجة إلى أن نذكركم مأساتنا مع الهاتف والبيجر وبداية الجوال والعشرة آلاف، إنها سنين عجاف، ولكن أين الاتصالات الآن بعد أن دخلت موبايلى وزين للسوق، ونتمنى المزيد من الشركات. إني أكتب مقالي من المنطقة الشرقية وكلي أمل أن أجد مقعدا في أقرب وقت، وكما قال مارتن لوثر: "عندي حلم"، فأنا حلمي بسيط أن أجد مقعدا من مطار الدمام إلى مطار أبها، وحتى تكتمل الفرحة أن أجد نفسي أتصفح الوطن فوق هام السحب.