منع الوفد المرافق لرئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد، مراسل "الوطن"، من توجيه أي سؤال له علاقة بالسياسة، بحجة أنه لا يرغب بالخوض في هذا المجال، كون حضوره يندرج تحت مجال الاقتصاد، بعيدا عن الأحداث السياسية المحيطة بالعالم هذه الأيام. وقال مهاتير ردا على سؤال "الوطن"، إنه لم يستعد كثيرا لإلقاء تجربته في النهوض بدولة ماليزيا كونه عاشها أولاً بأول ويحفظها عن ظهر قلب. وعن أبرز نصائحه التي يقدمها لرجال الأعمال أضاف: يجب أن يتنبهوا لشيء مهم وهو طريقة العرض وتقديم الثروات المتاحة بالمنطقة للعالم، فهذه مهمة جدا في عالم الاستثمار والتجارة العالمية. وقال: "صحيح أن منطقة نجران تزخر برجال الأعمال والتجار وأصحاب الثروات لكن ذلك ليس بكفاية في حالة عدم إدراكهم الطريقة المناسبة لعرض هذه الثروات والفرصة الاستثمارية" . وأضاف: "هنالك العديد من الفرصة في هذه المدينة وعليهم إدراك ذلك والتعامل معها وعرضها بطريقة جيدة للوصول للعالمية". إلى ذلك، حظيت الجلسة الثالثة من منتدى نجران الاستثماري الثاني بحضور أمير المنطقة مشعل بن عبدالله، وعدد كبير من المسؤولين ورجال الأعمال للاطلاع على تجربة رجل الاقتصاد الأول، كما يسميه الاقتصاديون، الرئيس الماليزي الأسبق مهاتير محمد والذي حول ماليزيا من دولة زراعية بسيطة إلى دولة اقتصادية تضاهي مثيلاتها من الدول المتقدمة. وقال مهاتير: لقد عانى الشعب الماليزي كثيرا خلال حربه لنيله الاستقلال مما أوقعه في خسائر كبيرة جعلت شعبه يعيش طويلا تحت خط الفقر، حيث كان متوسط الدخل 350 دولارا للفرد الواحد، وكان 70% من شعبنا لا يعملون وليس لها دخل خاص وهذا سبب الكثير من المشاكل وفاقم الأزمة الاقتصادية بالبلد فقررنا أن نفتح الأراضي الزراعية للمواطنين في سبيل إيجاد فرص عمل للعاطلين، حيث قمنا بتخصيص 10 هكتارات لكل فرد للمزارعين الذين يعرفون إدارة مزارعهم، حيث ساهم ذلك في حل جزء بسيط من مشكلة البطالة والفقر، ولكننا في نفس الوقت نريد أن نحافظ على غاباتنا؛ فاتجهنا إلى التصنيع ولم يكن لدينا أدنى معرفة بالصناعة والاقتصاد فقررنا فتح المجال للاستثمار الخارجي أمام المستثمرين الأجانب ووضعنا أمامهم المحفزات كتخفيض الضرائب لمدة عشر سنوات، بشرط خلق وظائف لشعبنا الماليزي، وقمنا من أجل ذلك بتعليم شعبنا وركزنا على تخصصات الهندسة والرياضيات والعلوم، وبنينا العديد من المدارس في سبيل تحقيق ذلك، وبالفعل كان لنا ما أردنا. وأضاف أننا لم نكن نرغب في الاستعانة بخبراء أجانب، بل كنا نريدهم ماليزيين ولكن الحاجة أجبرتنا للاستعانة بهم لفترة محدودة، وأصبح لدينا اليوم أكثر من 100 ألف طالب يدرسون في تخصصات علمية دقيقة وهم الثروة الحقيقية لنا. وأشار مهاتير في حديثه، إلى أنهم استفادوا من تجارب اليابانيين وقيمهم في العمل، إذ يقوم بعض الأشخاص بالانتحار في حالة أنه لم يخلص في أداء عمله، فالجودة والإتقان في العمل هما ما ينقص المجتمع الإسلامي بشكل عام. وتابع: أردنا أن نستوعب بعض القيم تجاه العمل والشعور بالمسؤولية، وبذلك نكون أكثر قدرة على الإنتاج، فيوجد لدينا مصادر قليلة للنفط، فطلبنا من الشركة أن تستثمر في مجال اكتشاف النفط والتصنيع من أجل إضافة المزيد من الدخل إلى اقتصادنا. وعن منطقة نجران أكد مهاتير أن لديها موارد كبيرة كالصخور التي تحتوي على أهم وأفضل المعادن بالعالم، وقال: "ليس لدينا في ماليزيا ما لديكم ولكن هدفنا وهدفكم واحد هو استغلال خيرات البلد بالشكل الأمثل والمطلوب في سبيل تحقيق اقتصاد متين، وأنا متأكد بأن نجران ستكون منطقة ثرية بخيراتها المتنوعة، فالنمو ليس بمعجزة بل عمل منظم وأداة باستطاعتنا استخدامها، نحتاج معها إلى التصميم والرغبة ودفع القطاع الخاص وتحفيزه للاستثمار في ظل الاستقرار والسلام اللذين تعيشهما المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين". من جهة أخرى، قال مدير عام الخطوط السعودية خالد الملحم، إن المؤسسة منذ 2006 اعتمدت على محورين وهي إعداد خطة استراتيجية لمعرفة التحديات والتوسع بالشركة. واستعرض المؤثرات الاقتصادية على صناعة النقل الجوي بالمملكة، وأوضح أن الخطة الاستراتيجية التي اعتمدت عليها في تحديث الأسطول 66 طائرة للأسطول الجديد. وذكر أن إجمالي الطلب على النقل الداخلي كبير حيث سيصل الطلب في عام 2020 إلى 8 ملايين مسافر، مؤكدا أن هناك مبتعثين في كافة البرامج لتطوير القوى العاملة. وأشار إلى أن عدد المسافرين من مطارات نجرانوشرورة بلغ حوالى 600 ألف مسافر. ووصف الملحم العصر الذي تعيشه الخطوط بالذهبي، حيث تم تزويدها بالأسطول الجديد للرحلات وتطورت الرحلات كثيرا، حيث كانت عام 1991 نحو 63 ألف رحلة، وخلال فترة وجيزة ستصل إلى 195 ألف رحلة، وفي هذا العام ستصل الرحلات إلى 170 ألف رحلة. جاء ذلك خلال الجلسة الثانية لمنتدى نجران الاستثماري الثاني والذي شهد وجود خمسة محاورين وورقة عمل واحدة قدمها وكيل إمارة منطقة نجران المساعد للشؤون التنموية زياد محمد غضيف تحت إطار "جاهزية البنى التحتية للاستثمار بنجران"، وقدم الجلسة الدكتور محمد نقادي والتي استعرض خلالها الدكتور عبدالعزيز العوهلي وكيل وزارة النقل لشؤون النقل عدد تراخيص سيارات الأجرة والبالغة 69 ترخيصا، إضافة إلى 250 ترخيصا للشاحنات، مؤكدا أن مجال الاستثمار في جانب النقل بشقيه يشهد تسهيلات للراغبين في دخوله بمنطقة نجران، مشيرا إلى أن النقل الجماعي نقل 100 ألف راكب من وإلى نجران خلال عام 2012. وأوضح أنه تم إسناد نقل الطالبات للقطاع الخاص والعقود الحالية مع الناقلين السعوديين وبلغ عدد الطالبات 600 ألف طالبة، و600 ألفا أخرى للطلاب. وقال "هذه فرص واعدة للمنطقة بشكل فردي أو جماعي". فيما تحدث وكيل وزارة النقل لشؤون الطرق هذلول الهذلول، عن تعثر المشاريع والمشاريع المستقبلية، وأكد أن الوزارة حريصة على جعل شبكة الطرق هي الأفضل، مبينا أنه لا يجرؤ على نقد المقاولين بل يمتدحهم، وقال "لا نتهم طرفا دون الآخر والتعثر أو التأخر يتبع طبيعة العمل، وهذا ليس في نجران بل على مستوى المملكة"، وتمنى أن تعمل الجهات الأخرى على تنفيذ مشاريعها حتى تستطيع الوزارة تنفيذ مشاريعها. وعن الخطط المستقبلية للوزارة في مشاريع الطريق بنجران، قال إن أهمها طريق نجران جازان والميزة أنه يربطها بجازان مباشرة، وأيضا يسهل الربط الكهربائي، وهناك طريق الملك عبدالله بالتعاون مع كافة الإدارات تحول إلى طريق رئيسي امتدادا لطريق شرورة والرياض. من جهته، أكد نائب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الدكتور فيصل بن حمد الصقري أن مطار نجران جاهز لاستقبال الرحلات الدولية، مثمنا دور إمارة المنطقة في هذا الجانب وجميع جوانب الطيران في نجران.