سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفلسطينيون سعداء بالإفراج عن "أسرى" ويختلفون حول "المفاوضات والمصالحة" استمرار الاستيطان يسبب حرجا كبيرا للإدارة الأميركية عباس يعيد تكليف الحمد الله بتشكيل الحكومة الفلسطينية
استعد الفلسطينيون أمس لإفراج إسرائيلي مسائي عن دفعة أولى من الأسرى القدامى ولمفاوضات متجددة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي اليوم، ولكنهم فقدوا الأمل في المصالحة الفلسطينية بعد أن بات واضحا أن اليوم وهو موعد الإعلان عن حكومة التوافق الوطني الفلسطينية سيمر دون أي جديد. ويحل اليوم أيضا موعد تطبيق اتفاق المصالحة بتشكيل حكومة توافق وطني دون أن يشهد ولادة هذه الحكومة إثر استمرار الخلاف بين (فتح) و(حماس) وانشغال الراعي المصري للمصالحة بشؤونه الداخلية. ولا يخفي الفلسطينيون سعادتهم بالإفراج عن 26 أسيرا من أصل 104 أسرى سيتم الإفراج عنهم على 4 دفعات بعد أن مر وقت طويل على هؤلاء الأسرى، الذين اعتقلوا قبل التوقيع على اتفاق أوسلو عام 1994 دون أمل كبير بالإفراج عنهم. ومع ذلك فإن ليس ثمة إجماع فلسطيني على المفاوضات المقرر أن تستأنف اليوم في القدس الغربية برئاسة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن الجانب الفلسطيني، ووزيرة العدل الإسرائيلي تسيبي ليفني عن الجانب الإسرائيلي، بمشاركة المبعوث الأميركي لعملية السلام مارتين أنديك. فباستثناء حركة (فتح) فإن الغالبية من الفصائل الفلسطينية رفضت استئناف المفاوضات سيما في ظل استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي. وفي هذا الصدد حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع خلال لقاء مع إنديك، من أن "الانتهاكات الإسرائيلية تعكس حقيقة موقف حكومة الاحتلال خاصة إعلانها الأخير عن الخطط الإسرائيلية لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة والقدس مع بداية الجلسات التفاوضية"، فيما أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه، أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي يهدد "بانهيار المفاوضات". بدورها، استغربت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية من منطق تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ادعى أن موقف الاتحاد الأوروبي من المستوطنات يعوق محادثات السلام، وتساءلت "هل اتخاذ الإجراءات الصحيحة حسب القانون الدولي يُعتبر معوقاً للمفاوضات، بينما استمرار البناء الاستيطاني غير الشرعي، وغير القانوني لا يعتبر معوقاً للمفاوضات مع الفلسطينيين؟". وفي نفس السياق، أكدت مصادر إعلامية أميركية مطلعة، أن إدارة الرئيس باراك أوباما، تواجه حرجاً متزايداً بسبب إصرار الحكومة الإسرائيلية على مخططات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يهدد بعرقلة مفاوضات السلام. وأبانت المصادر أن واشنطن ترى أن التصرفات الإسرائيلية الأخيرة تهدد مصداقيتها في العالم وتضعها في موقف "المتفرج". ويقول الباحث بمعهد أبحاث السياسة الخارجية جيفري نيتش: إن تردد إدارة أوباما تضر بالمصالح الأميركية وتسحب البساط من تحت أقدامها، وأضاف "في الوقت الذي تتراجع فيه مكانة الولاياتالمتحدة ويتضاءل تأثيرها فإن الموقف الأوروبي يزداد قوة وتأثيراً. ومهما كان عمق العلاقات مع تل أبيب إلا أنه يتوجب على واشنطن أن تكون أكثر تشدداً في حماية صورتها كدولة رائدة وقائدة للعالم". كما أدانت روسيا خطط الاستيطان الإسرائيلية وأعلنت أن القرار الإسرائيلي يمثل "خطوة غير بناءة من شأنها أن تعقد أجواء المفاوضات". وصادقت بلدية القدس الغربية، أمس على بناء نحو 940 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة (غيلو) جنوبالقدس. إلى ذلك أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الرئيس محمود عباس أعاد أمس تكليف رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال رامي الحمد الله بتشكيل الحكومة الفلسطينية. وقال أبو ردينة المدة القانونية لإعادة تشكيل الحكومة هي خمسة أسابيع". وكان الحمد الله قدم استقالته للرئيس عباس بعد خلاف مع نائبيه وقد قبل الرئيس عباس الاستقالة وطلب منه البقاء في منصبه حتى 14 من أغسطس الجاري بانتظار اتضاح الظروف بشأن تشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية؛ حيث لم يحدث أي تقدم بهذا الشأن.