أصدرت تل أبيب خلال الأيام القليلة الماضية جملةً من القرارات تقضي بإقامة مزيد من الوحدات الاستيطانية، وتوسيع أخرى قائمة في القدسالمحتلة، وباقي مدن الضفة الغربية، في الوقت الذي ينتظر فيه السياسيون الفلسطينيون نتائج اللقاء الذي سيُعقَد في إسرائيل في ال 14 من أغسطس الجاري، بين المفاوضَين الفلسطيني والإسرائيلي. واعتبر مراقبون سياسيون، خلال أحاديث منفصلة مع «الشرق»، أن قرارات إسرائيل تأتي بالتزامن مع استمرار الغموض تُجاه ما توصل إليه فريقا المفاوضات أثناء لقائهما الأول قبل أسبوع في العاصمة الأمريكيةواشنطن، بشأن الاستيطان، الذي كان أهم أسباب توقف مباحثات السلام بين الجانبين منذ ثلاث سنوات. وقال السياسيون «إن اللقاء المقبل بين فريقي المفاوضات، الفلسطيني والإسرائيلي، سيكون عاصفاً، وربما ينتهي بانسحاب (الفلسطيني) إذا لم يتم التوصل إلى حل يقضي بوقف الاستيطان بشكل كامل حتى لا يفقد مصداقيته، لاسيما أنه كان يشترط منذ سنوات وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات». ويرى السياسيون أن موقف القيادة الفلسطينية حرج، ولا يمكن إقناع الرأي العام الفلسطيني بأن الإفراج عن أسرى ما قبل أوسلو سيكون وحده ثمناً للعودة إلى مباحثات السلام. ولم يخرج موقف الرئاسة الفلسطينية، وفقاً للمتحدث باسمها نبيل أبو ردينة، تجاه قرارات إسرائيل بشأن الاستيطان، عن إطار الإدانة، ووصْف القرارات بأنها تعرقل جهود مباحثات السلام، في وقتٍ جددت الأحزاب اليسارية الفلسطينية، وحركتا الجهاد الإسلامي، وحماس، دعواتها المفاوض الفلسطيني إلى الانسحاب من «مائدة التفاوض». في حين قال رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، إن المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية ستبدأ قريبا، وأضاف «نحن متمسكون بثوابتنا، وفي مقدمتها القدس العربية عاصمة لدولة فلسطين». من ناحيته، دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، الإدارة الأمريكية إلى العمل على وقف المخططات الجديدة لتوسيع المستوطنات، وضم العشرات منها إلى خارطة ما يسمى ب «الأفضلية القومية» التي أُعلِنَت مؤخرا. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ستُستأنَف الأربعاء المقبل في القدس، ثم ستنتقل إلى مدينة أريحا، برعاية الممثل الخاص للولايات المتحدة السفير مارتن إنديك. يشار إلى أن إسرائيل أعلنت أن أول دفعة من الأسرى ال 104 المعتقلين قبل اتفاقية أوسلو سيتم الإفراج عنهم قبيل استئناف المفاوضات بيوم، ليتحقق بذلك أول شرط فلسطيني للعودة إلى مائدة المفاوضات، فيما لم يُعرَف إذا ما كان وقف الاستيطان سيلقى نصيبه في اللقاء المرتقب.