باتت أسطح منازل سكان العاصمة الرياض، ملاذا آمنا، للهروب من جحيم أسعار إيجارات الاستراحات والتي ارتفعت إلى نسب خيالية. ودفع غلاء قيمة استئجار الاستراحات في مدينة الرياض بعض السكان إلى اختيار بدائل لهم من أجل قضاء عيد الفطر المبارك، فمنهم من استغل أسطح منزله والبعض الآخر توجه للفناء الخارجي للمنزل فيما هناك من أقام الاحتفالات في ساحات قريبة من سكنهم، رافضين الذهاب إلى الاستراحات والشاليهات التي ارتفعت قيمة استئجارها بشكل كبير. وأوضح بعض من سكان العاصمة ل"الوطن"، أن أسعار استئجار الاستراحات في عيد الفطر ارتفع لأكثر من 200%، مبينين أن هذه الأسعار تفوق طاقات البعض منهم، مطالبين بالحد من هذا الاستغلال الذي يقوم به بعض ملاك الاستراحات. وقال محمد الخريجي: "اعتدنا على الذهاب إلى إحدى الاستراحات في أول أيام العيد ولكن في هذا العام فإن الارتفاع في قيمة الإجار وصل إلى حد لا يقبل وأكثر من 200% عن السعر في الأيام الأخرى، لذا بحثنا عن بدائل وهي أفضل من وجهة نظري منها إقامة الاحتفالات في أسطح المنازل وفنائها". فيما لم يرضخ بعض من السكان إلى الارتفاعات المبالغ فيها في قيمة استئجار الاستراحات على حد وصفهم، فتوجهوا للبحث عن البدائل، حيث أقام البعض منهم احتفالات العيد في أسطح منازلهم بعدما قاموا بترتيبها بالشكل المطلوب، فيما البعض الآخر استغل فناء منزله لهذه المناسبة. وأكد هؤلاء أنهم لن يستسلموا لجشع بعض ملاك الاستراحات والارتفاعات الكبيرة في قيمة استئجارها لا سيما الموجودة في العاصمة. واضطر بعض عشاق الاستراحات إلى الخروج بعيدا عن العاصمة من أجل استئجار استراحات بقيمة أقل عن نظيراتها داخل المدينة، حيث توجه البعض إلى محافظات قريبة من العاصمة لهذا الغرض منها المزاحمية وضرماء والعيينة والعمارية وديراب وغيرها من المحافظات القريبة التي اشتهرت فيها الاستراحات بقيمة أقل بكثير من العاصمة. وعلى ذات الصعيد، سجلت أسعار الاستراحات أرقاماً فلكية خلال إجازة عيد الفطر في المدينةالمنورة، إذ زادت الأسعار بنسبة 150% مقارنة بالأيام العادية، في ظل ارتفاع الطلب وقلة المعروض، ما أدى إلى عدم توافر استراحات من اليوم الأول لعيد الفطر المبارك. ورصدت "الوطن" في جولة لها عددا من الاستراحات في المدينةالمنورة ارتفاع الأسعار إلى أرقام مبالغ فيها، وعلى رغم تلك الأسعار، إلا أن المستأجرين حجزوا غالبية الاستراحات منذ اليوم الأول من أيام وحتى منتصف هذا الشهر. وأكد عدد من المستثمرين في مجال تأجير الاستراحات، أن أيام المناسبات من كل عام تعد فترة مناسبة من حيث الإقبال المتزايد عليها، مضيفين أن الاستثمار في هذا المجال يعد مربحا، حيث ترتفع أسعار الاستراحات أكثر من 70 - 90% في فترة الأعياد، وقال ناصر الفهيدي، وهو مستثمر في تأجير الاستراحات من الطبيعي أن ترتفع الأسعار خلال موسم العيد بسبب زيادة الطلب الذي فاق المعروض بكثير، مشيرين إلى أن العيد يعتبر موسم الاستراحات، فيما اشتكى مواطنون من غلاء أسعار الاستراحات واستغلال أصحابها لموسم العيد وإقبال الناس عليها، مؤكدين أن الأسعار مبالغ فيها، خصوصاً أن كثيرا من الاستراحات في المدينة متواضعة الخدمة ولا تستحق كل هذه الزيادة في أسعارها. وبحسب المواطن محمد الجهني، أن كثيرا من أهالي طيبة اعتادوا على قضاء أول أيام العيد بعيدا عن المنازل، قاصدين الاستراحات والمخيمات البرية، مشيراً أن تلك العادة التي انتشرت أخيراً بين أهالي المدينة كانت سبباً رئيسا في زيادة أسعار الاستراحات، وأضاف الجهني أن أصحاب الاستراحات يجدون فترة العيد فرصة لتحقيق مكاسب كبيرة من خلال رفع أسعار الإيجارات، علاوة على أن بعض العائلات والأسر الكبيرة قد تستأجر الاستراحة لفترة تتراوح من يومين إلى 3 أيام.