أكدت وزارة الخارجية الأميركية وصول فريق من محققي الأممالمتحدة إلى سورية لبحث إجراء تحقيق في قضية استخدام قوات الأسد لأسلحة كيماوية ضمن عمليات القتل اليومي التي تقوم بها ضد أبناء الشعب السوري. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف إن الفريق وصل إلى سورية بالفعل إلا أنها ألمحت إلى أن الفريق لم يحصل على ترخيص من السلطات بفحص المناطق التي قالت التقارير إن تلك الأسلحة استخدمت فيها. وأضافت "نتفق بقوة مع الأممالمتحدة في أن فحص تلك المواقع بغرض التحقيق يجب أن يبدأ بدون المزيد من التأجيل. ولا أريد أن أستبق الوضع على الأرض، ولكننا نواصل التأكيد على أن ذلك الفريق يجب أن يحظى بحرية حركة كاملة داخل سورية حتى نرى ماذا سيحدث مع التقدم على هذا الدرب". ورداً على سؤال حول تردد تكهنات قوية بوجود خبراء عسكريين من كوريا الشمالية في حلب قالت إن الولاياتالمتحدة سبق أن أعربت عن قلقها من وجود لاعبين خارجيين يؤيدون النظام في المعارك على الأرض، وتابعت "النظام السوري يتعامل مع شعبه بقسوة مفرطة، ومن ثم فإن موقفنا واضح، وقد قلناه بشأن حزب الله وإيران. ولكني لن أعلق على موضوع كوريا الشمالية بالذات لأنه لا توجد معلومات بهذا الصدد". في غضون ذلك التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في نيويورك رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا. وجاء اللقاء في سياق سعي واشنطن لعقد مؤتمر جنيف2 الذي يواجه صعوبات كبيرة نابعة من التباين في موقفي النظام والمعارضة والتصلب الذي يبديه نظام الأسد بعد النجاحات الجزئية التي حققتها القوات الموالية له والمدعومة من أطراف خارجية. وقال الجربا في تصريحات للصحفيين "الوضع في سورية يبعث على اليأس، ونحن نحتاج بشدة إلى إجراءات أميركية لدفع المجتمع الدولي للمطالبة بانتقال سياسي. والقيادة الأميركية ضرورية لإنهاء هذه الحرب وجلب الديموقراطية التي يتوق إليها أغلبية الشعب السوري". وأصدر الجربا بياناً قال فيه إن المعارضة تطلب من إدارة الرئيس باراك أوباما التعجيل بالوفاء بتعهداتها المتعلقة بتسليح المعارضة السورية. غير أن معارضين سوريين في واشنطن قالوا إن المطلوب بصفة عامة هو دعم المعارضة بكل وسيلة ممكنة حتى يمكنها الاستناد على موقف متماسك على الأرض يتيح لها فرصة أفضل لتحقيق تطلعات الشعب السوري. كما أجرى قادة الائتلاف محادثات غير رسمية مع مجلس الأمن الدولي في نيويورك بشأن توجهاتهم السياسية والعسكرية. والتقى الوفد سفراء الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس بمن فيهم ممثل روسيا أبرز حليف لنظام الأسد، إضافة إلى ممثلي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، وهي الدول الثلاث التي تعتزم تسليح مقاتلي المعارضة السورية. وحضت الدول الغربية الوفد السوري على أن يكون أكثر انفتاحاً على المحادثات السياسية بهدف حل النزاع المستمر منذ 28 شهرا والذي أوقع بحسب الأممالمتحدة أكثر من 100 ألف قتيل. وأعلن السفير الفرنسي في الأممالمتحدة جيرار ارو خلال توجهه إلى الاجتماع، أن "رسالة مجلس الأمن بسيطة، وهي أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة". وكان الجربا قد اجتمع أمس بصحبة القائد العسكري للمقاتلين اللواء سليم إدريس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأسبوع الماضي للمطالبة بمعونات دبلوماسية وإنسانية وعسكرية.