لندن، جدة، بيروت، أنقرة - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - اكد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال استقباله وفداً من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة رئيسه احمد عوينان الجربا امس «موقف المملكة الثابت من ضرورة وضع حد لكل أنواع الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب السوري». وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» ان «الأمير سلمان استقبل الجربا في جدة أمس، وأكد ضرورة وضع حد لما يتعرض له الشعب السوري من انتهاكات، بعدما أطلع الجربا ولي العهد على ما يتعرض له أبناء الشعب السوري الشقيق من إبادة وحصار في أبشع صور انتهاك لحقوق الإنسان». (راجع ص2و8) وأفاد «الائتلاف» في بيان ان وفده ضم أيضاً نواب رئيسه سهير الاتاسي ومحمد طيفور وسالم المسلط والأمين العام بدر جاموس، حيث «أكد الجربا أن الشعب السوري يعاني من ظروف استثنائية في ظل الهجمة الشرسة التي ينفذها النظام مدعوماً بقوى إقليمية ودولية، معبراً عن عميق شكره وتقديره للجهود التي تبذلها المملكة في نصرة الشعب السوري على كل الصعد». واكدت مصادر موثوقة ل "الحياة" أن مشاورات تجري حاليا تتناول امكان زيارة رئيس المجلس العسكري الأعلى ل «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس لواشنطن الأسبوع المقبل، أي قبل ذهاب اعضاء الكونغرس في عطلتهم الصيفية. وتأتي التحضيرات لزيارة كهذه في ضوء عرقلة لجنتي الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ جهود الادارة الأميركية لتسليح مجموعات في المعارضة السورية وزيادة المخاوف حول نفوذ تنظيمات قريبة من "القاعدة" في شمال سورية. وقالت مصادر في المعارضة ل «الحياة» ان قيادة «الائتلاف» تعمدت ان تكون السعودية اولى المحطات في جولاتها الخارجية وقبل انعقاد الهيئة السياسية التي تضم 19 عضواً، في اسطنبول غداً وبعد غد. وزادت ان وفداً من «الائتلاف» برئاسة الجربا سيزور باريس منتصف الأسبوع المقبل تلبية لدعوة من وزير الخارجية لوران فابيوس، وأن اتصالات تجري لترتيب زيارة الى برلين بدعوة من الحكومة الألمانية. وزادت ان الجربا سيزور نيويورك على الأرجح في 27 الشهر الجاري، لتقديم احاطة غير رسمية الى ممثلي دول في مجلس الأمن حول الوضع الإنساني والسياسي في سورية. وتابعت ان «الائتلاف» سيزور القاهرة أيضاً لعقد اجتماعات سياسية والبحث في موضوع السوريين بعد فرض القاهرة تأشيرات على اللاجئين والصعوبات العملية التي يواجهها اعضاء «الائتلاف» باعتبار ان عدداً من اعضائه يقيمون في العاصمة المصرية، حيث يوجد له مكتب كبير. وفي لندن، أفادت مصادر مطلعة بأن الحكومة البريطانية تخلت عن خطط تسليح المعارضة السورية وتعتقد ان الرئيس السوري بشار الأسد قد يبقى في منصبه سنوات. وزادت في واحد من أكثر التقييمات تشاؤماً للصراع حتى الآن إن مؤتمر «جنيف-2» قد لا يعقد قبل العام المقبل، إذا عقد أصلاً. وقال أحد هذه المصادر «من الواضح أن بريطانيا لن تسلح المعارضة في أي حال أو بأي شكل أو صيغة»، وأنها «ستقوم بتدريب عناصرها وتقدم لهم مشورة تكتيكية وتزودهم بالمعلومات. لكن الرأي العام البريطاني، سواء أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا، يعارض التدخل». وتزامن ذلك مع قول رئيس أركان الجيش البريطاني ديفيد ريتشاردز الذي تقاعد امس، ان فرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي السورية لن ينجح من دون تدخل عسكري للسيطرة على الأرض. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة «دايلي تلغراف» إن منطقة الحظر الجوي التي تدعو إليها المعارضة السورية يجب أن تقترن بتدخل عسكري حتى تؤدي إلى إطاحة النظام السوري. وكان لاجئون سوريون طالبوا وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدى زيارته مخيم الزعتري الذي يؤوي أكثر من 150 ألف لاجئ سوري في شمال الأردن، بفرض منطقة حظر جوي ومناطق آمنة داخل سورية. ورد كيري أن «هناك الكثير من الخيارات قيد البحث. كنت أتمنى لو أن الأمر بهذه البساطة. نحن نقوم بشيء جديد». وأضاف «هناك بحث في فرض مناطق آمنة وخيارات أخرى لكن الأمر ليس بسيطاً». ميدانياً، واصلت «قوات الحماية الشعبية» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» توسيع سيطرتها على مناطق في شمال البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل «19 مقاتلاً على الأقل من جبهة النصرة وعشرة مقاتلين اكراد منذ اول من امس، في الاشتباكات العنيفة المستمرة في محافظة الحسكة» النفطية، وذلك بعدما تمكن مقاتلو «الحماية الشعبية» من طرد عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «النصرة» من مدينة رأس العين (سري كانيه باللغة الكردية) على الحدود مع تركيا. وسيطرت «وحدات الحماية» على قرية قصروك جنوب ناحية جل آغا (الجوادية) بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «النصرة». وأكد الجيش التركي ان مقاتلي «حزب الاتحاد الديموقراطي» الذي وصفه بأنه «تنظيم إرهابي انفصالي» على صلة بمتمردين أكراد في تركيا استولوا على بلدة حدودية سورية بعد اشتباكات استمرت أياماً مع مقاتلين إسلاميين. وتتخوف انقرة من ان يؤدي ظهور منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي في سورية إلى تشجيع الانفصاليين الأكراد في تركيا. وأبدى وزير الخارجية احمد داود اوغلو قلقه من امتداد أعمال العنف إلى حدود بلاده الجنوبية، ودعا مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف. وفي خطوة هي الأولى من نوعها، اصدر «الائتلاف الوطني» و «الجيش الحر» بياناً مشتركاً، حذرا فيه «جميع الإخوة من الوقوع في فخ التناحر على الأسس التي يغذيها النظام المجرم». وشنت قوات النظام امس غارات على مناطق مختلفة من سورية، كان ابرزها قصف مدرسة في حمص تؤوي نازحين وغارة على مدينة سراقب في ريف ادلب اسفرت عن قتلى وجرحى. وقتل عدد من الجنود النظاميين عند دخولهم منزلاً مفخخاً في حي القابون شمال دمشق.