اكد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا بعد جلسة غير رسمية مع اعضاء مجلس الامن ضرورة تشكيل «حكومة كاملة ذات صلاحيات كاملة» تشمل الامن والجيش. وقال ان السلاح النوعي «قادم قريبا من الاصدقاء والاشقاء» وان كان الموقف الاميركي يقتصر على ارسال معدات «غير فتاكة» للمعارضة. في المقابل، حضت الدول الأعضاء في مجلس الأمن «الائتلاف» على الانفتاح اكثر على الحل السياسي. وقال المندوب الفرنسي جيرار آرو خلال توجهه إلى الاجتماع أن «رسالة مجلس الأمن بسيطة: لا يوجد حل عسكري». وكان وفد «الائتلاف» عقد لقاء مع الأعضاء ال 15 في مجلس الأمن، بمن فيهم ممثلا روسيا والصين. وتضمن برنامج الزيارة لقاءات مع سفراء الدول الغربية والعربية في نيويورك. وقال الجربا في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع ان بيان «جنيف-1» نص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة وان اي حكومة لا تشمل الامن والجيش «لن تكون حقيقية». واشار الى ان «الائتلاف» اصبح بعد توسيعه «ممثلا شرعيا لكل الشعب السوري». وانتقد موقف موسكو التي يعتقد مسؤولوها ذوو «العقل الشمولي ان اي تنوع هو انقسام». وقال ردا على سؤال ان جولته التي شملت تركيا والسعودية والامارات وفرنسا ونيويورك ستقوده الى الدوحة في اليومين المقبلين بهدف «حشد دعم عربي وخليجي ودولي لتسليح المعارضة بسلاح نوعي». وقال ان نتائج جولته تدفعه الى التأكيد بأن السلاح النوعي «قادم قريبا للجيش الحر من الاشقاء العرب والاصدقاء». واوضح مسؤول في «الائتلاف» ان قيادة المعارضة بعثت برسائل خطية الى عدد من الدول، تضمنت تعهدات بعدم وقوع السلاح في ايدي المتطرفين. وكان الجربا طلب خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري أول من أمس، أن تسلم الولاياتالمتحدة «سريعاً» مقاتلي المعارضة أسلحة تمكنهم من مواجهة ترسانة الجيش النظامي. وقال إن الرئيس بشار الأسد «يسعى إلى الانتصار عسكرياً من خلال ترسانة تراوح بين الأسلحة الكيماوية والقنابل الانشطارية»، مضيفاً انه «طالما لم يوافق النظام على حل سياسي فنحن بحاجة إلى الدفاع عن انفسنا». في غضون ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» أمس إن دولاً غربية ومنظمات دولية تراكم «زخماً سياسياً» يوفر أرضية لإصدار قرار من مجلس الأمن يشدد على «تسهيل» وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في سورية، مشيرة إلى أن الدول الغربية بدأت تستكشف إعداد مشروع قرار يخلو من خيار عمليات «عابرة للحدود» على أمل بالحصول على موافقة روسية وصينية عليه. إلى ذلك، كشفت مصادر متطابقة عن قيام رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم بزيارة غير معلنة إلى تركيا، بناء على وساطة قام بها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بين الجانبين، بعد إعلان مسلم تشكيل حكومة موقتة تمهد لإدارة ذاتية في مناطق ذات غالبية كردية في شمال سورية وقرب حدود تركيا، وإعلان أنقرة أنها لن تسمح ب «أي خطوة انفصالية» لأكراد سورية. وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارة مسلم ولقاءاته، وقال إن مسؤولي الاستخبارات الأتراك حذروا مسلم المقرب من «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله اوجلان، من إقامة كيان كردي مستقل في شمال سورية. ورداً على أسئلة الصحافيين في إسطنبول أوضح أردوغان أن «التحركات الخطيرة» لهذه المجموعة واردة على جدول محادثاتنا. وأضاف أن «التحذيرات الضرورية ستوجه إليهم». وأكدت مصادر مقربة من «الاتحاد الديموقراطي» ل «الحياة» أن مسلم زار تركيا وأجرى محادثات حول «نظام الإدارة الموقتة في غرب كردستان وفتح المعابر الحدودية مع غرب كردستان». وفي مقابلة مع صحيفة «راديكال» التركية قدم وزير الخارجية التركي مجموعة مطالب إلى أكراد سورية تشمل «عدم التعاون» مع النظام السوري وعدم فرض «أمر واقع» مبني على أساس طائفي أو عرقي، وتسهيل المساعدات الإنسانية من دون تمييز، وعدم تهديد الحدود التركية لأن أنقرة ستضطر إلى الرد، والرغبة في أن يكون الأكراد جزءاً من «الائتلاف» السوري. وبالتوازي مع هذه الزيارة، سمحت أنقرة للمرة الأولى للاجئين أكراد بالدخول من سورية إلى الأراضي التركية. ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «أكثر من 150 عنصراً من القوات النظامية قتلوا في بلدة خان العسل ومحيطها يومي 22 و23 الشهر الجاري»، مشيراً إلى أن بين هؤلاء «51 عنصراً أعدموا ميدانياً، بينهم نحو 30 ضابطاً وصف ضابط». وكانت مجموعة في «الجيش الحر» بمسمى «قيادة الفرقة التاسعة» تبنت في شريط فيديو قبل أيام «التحرير الكامل لمدينة خان العسل». وبث معارضون شريط فيديو يظهر سقوط عشرات من عناصر النظام في الأسر بينهم ضابطان رفيعا المستوى. وفي دمشق، نفذ الطيران الحربي غارتين على منطقة المعامل قرب المدرسة الصناعية الواقعة على أطراف حي القابون، وسط قصف عنيف من القوات النظامية على المنطقة. كما اندلعت مواجهات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على طريق عقربا - جعفيف في ريف درعا جنوب البلاد قرب حدود الأردن. وواصلت قوات النظام القصف على ريف أدلب في شمال البلاد، حيث قتل عشرة أشخاص بغارة على بلدة بسامس في جبل الزاوية وستة، بينهم طفلان، في غارة ثانية على بلدة كفرلاتا قرب أريحا.