على صعيد دعم المجتمع الدولي للمعارضة السورية فليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت الضغوط المكثفة التي تشهدها واشنطن في اللحظة الحالية لحمل إدارة الرئيس أوباما على إدخال تعديلات جوهرية على سياستها تجاه سوريا يمكن أن تسفر حقا عن نتائج ملموسة. وكانت آخر حلقات تلك الجهود اجتماعا عقده الرئيس الأميركي مع عضوي الكونجرس البارزين جون ماكين وجراهام ليندسي الخميس الماضي وبدأت بعض تفاصيله في الظهور خلال الأيام الماضية. وشارك في الاجتماع الذي دام ساعتين وجاء بمبادرة من البيت الأبيض نائب الرئيس جو بيدن ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس ومسؤولين آخرين. ونقل عن ماكين قوله إن آراء أوباما تعكس مروره بمرحلة من البحث عن بديل للسياسات التي اتبعتها إدارته حتى الآن والتي أثبتت قصورها. وأضاف: "لا أعرف إن كان قد غير رأيه. ولكن كان من الواضح أنه يفحص خيارات أخرى. وهو يعتقد أن التطورات في سورية تمضي في اتجاه خاطئ وغير موات وبوضوح فإنه يبدو وكأنه يفكر في خيارات أخرى". وأشار إلى أنه وليندسي شرحا للرئيس أسباب دفاعهما عن ضرورة إقامة منطقة لحظر الطيران وتوجيه ضربات انتقائية بسلاح الجو لإضعاف قدرة الأسد على استخدام طيرانه ضد المعارضة. فضلا عن ذلك فإن ليندسي قال في نقاش خاص مع أفراد من طاقمه في الكونجرس إن الرئيس يرى أنه يحرز تقدما في تذليل العقبات التي وضعها بعض أعضاء لجنتي الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب لكبح جماح برنامج دعم المعارضة السورية عسكريا. وقال ليندسي إنه يعتقد أن الإدارة بوسعها الآن التقدم على الطريق الذي اختارته بعد عبور تلك العقبات، أي على طريق دعم المعارضة عسكريا. إلى ذلك، قال المرصد السوري إن مقاتلي الجيش الحر تقدموا باتجاه وسط قرية عزيزة وسط أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية. كما أعلن الجيش الحر أمس أنه سيطر بالكامل تقريبا على بلدة خان العسل الاستراتيجية بريف حلب الغربي. وأفاد ناشطون أن العشرات من الجنود النظاميين والعديد من عناصر الجيش الحر قد لقوا مصرعهم في هذه المعارك. وأن مقاتلي الجيش الحر تمكنوا من أسر ضابطين برتبتي عقيد وعميد خلال المعارك. وأشار المرصد إلى اشتباكات أخرى حول حواجز عسكرية بريف مدينة جسر الشغور بإدلب، وبالمقابل تدور اشتباكات في محيط معسكر القرميد الذي تحاول المعارضة السيطرة عليه. في غضون ذلك قتل ما لا يقل عن 24 مدنيا أمس حين استهدفت القوات النظامية بمدافع الهاون سوقا في مدينة أريحا بإدلب. وتجدد القتال أمس في العديد من مناطق المواجهات في سورية، منها دمشق وريفها وحلب وإدلب بعد يوم دام قتل فيه ما لا يقل عن 240 شخصا بينهم مدنيون أُعدموا أو تعرضوا للقصف وعشرات العسكريين من الجانبين. إلى ذلك، أكد الشيخ أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة التي تقاتل النظام السوري أمس رفض "أهل الجهاد" لأي "عملية سياسية وانتخابات برلمانية"، داعيا إلى إحلال حكم الشريعة والإسلام ومحذرا من أي تسوية سياسية بضغط دولي. وقال الجولاني في شريط مسجل نشر على مواقع إلكترونية تحت عنوان "قابل الأيام خير من ماضيها"، "نحن كمسلمين لا نؤمن بعملية أو أحزاب سياسية ولا بانتخابات برلمانية، بل نؤمن بنظام حكم إسلامي تبسط فيه الشورى وينشر فيه العدل". وهاجم الجولاني حزب الله اللبناني. وقال "نشكر الله على حماقة من يدير هذا الحزب، فقد كشف ستارا عظيما عن حقد دفين يكنه أتباع هذا الحزب تجاه أهل السنة"، مضيفا أن "الزمان الذي كان يحكى فيه عن تفرد حزب الله بأهل السنة في لبنان بدا بالتغير والتبدل". وهدد الحزب بالقول "بدأ عصر جديد لأهل السنة في المنطقة وما يفعله حزب إيران في سورية ولبنان اليوم لن يمر مرور الكرام البتة". ودعا "أي قوة تناصر وتؤازر هذا الحزب وتوافقه على جرائمه في سورية ولبنان" إلى "التراجع وإبداء الرأي علنا قبل أن يمسها طائف من النار".