أبدى عدد من مرتادي مستشفى الصحة النفسية في تبوك استياءهم الشديد جراء نقص الكوادر الطبية، وانعدام الاهتمام بالمرضى المنومين، مطالبين وزارة الصحة بالنظر في وضع المستشفى وسرعة إيجاد بديل مناسب. وذكرت المواطنة حنان "أخت لمريض في المستشفى"، أنها في كل زيارة لأخيها تعاني من عدم نظافة المكان، إضافة إلى عدم وجود طاقم تمريض يساعد أخاها، وزادت: "كثيرا ما أجد أخي دون اهتمام من الممرضات اللاتي لا نراهن كثيرا في الزيارات". وأشارت إلى ضيق المساحات داخل المستشفى، مما أدى ببعض الزوار إلى الجلوس في الحدائق والممرات داخل المستشفى للحديث مع مرضاهم. فيما تحدث المواطن حمد "أخ لأحد المرضى" عن معاناته قائلا: "قمت بالاقتراض من أحد البنوك لعلاج أخي في أحد المستشفيات الخاصة بجدة والتي كانت تقوم بإعطائه جلسات كهربائية"، مشيرا إلى تحسن حالة أخيه على مدى ثلاث سنوات، لكنه عاد إلى تبوك لانتهاء المال الذي بحوزته. وأردف قائلا: "ذهبت إلى مستشفى الصحة النفسية وطلبت منهم علاج أخي بالجلسات الكهربائية، لكن أحد الأطباء صدمني بالرفض حينما قال: "للأسف لا نملك فني تخدير على رغم وجود الأجهزة". من جانبه، أوضح مصدر مطلع من داخل المستشفى -فضل عدم ذكر اسمه- ل"الوطن"، أن هناك نقصا كبيرا في خدمات المستشفى وكذلك عدم وجود لحراس الأمن بانتظام، مضيفا أن الزوار باستطاعتهم الاطلاع على ملفات المرضى دون طلب هويات من موظف الملفات للتأكد من علاقة الزائر بالمريض، مؤكدا على وجود نقص كبير في أسرة المرضى التي لا تتجاوز 50 سريرا. وأشار إلى أن قسم الطوارئ لا يوجد به سوى سرير واحد، مضيفا أن أغلب الحالات يتم استقبالها في عيادة الطبيب في أغلب الأحيان، لافتا إلى وجود مرضى من فئة الصم والبكم يشاركون المرضى النفسيين المستشفى ومضى على بقاؤهم فيها أكثر من 10 سنوات. "الوطن" تواصلت مع المتحدث الرسمي لصحة تبوك عودة العطوي الذي أجاب على الملاحظات حول تدني الخدمات ونقص الأطباء وعدم وجود حراس أمن، حيث قال: "للأسف مستشفى الصحة النفسية لا يجري عمليات جراحية، ولذلك لا داعي لوجود فني تخدير، وإن لزم الأمر لإجراء عملية يتم التحويل لمستشفى الملك خالد"، مشيرا إلى أن صحة تبوك تنتظر افتتاح المستشفى الجديد بعد ثلاثة أشهر والذي يتسع لنحو 500 سرير. وحول عدم وجود حراس أمن، أجاب العطوي بأن "حراس الأمن لا يتمسكون بعملهم حيث يقومون بتغيير المهنة من فترة لأخرى، وذلك بسبب ثقافة المجتمع"، مشيرا إلى أنها مشكلة عامة في كافة مستشفيات المنطقة، حيث أفاد بأنه تم تغيير 20 حارس أمن بمستشفى الملك خالد خلال شهر واحد، الأمر الذي وصفه بأنه خارج عن إرادتهم.