وضع “مأساوي” يعانيه المرضى وتصريحات لا ترقى لسقف الرضا والإقناع يقدمها المسؤولون وحقيقة تظل محجوبة عن عيوننا بأمر السور العالي الذي يحول بيننا وبين رؤية المرضى ممن فقدوا جوهرة التعاطف الإنساني الجميل وبات أملهم الوحيد في الحياة سرير خال داخل “نفسية جدة” ففي الوقت الذي يؤكد فيه أقارب المرضى “للمدينة” حيرتهم البالغة مع هذا الصرح العلاجي واستياءهم من ندرة الأسرة وغياب الرعاية وطول فترات الانتظار واتساع رقعة “الوساطة” يدافع المسؤولون عن مستشفاهم دفاعا هادئا لا يروي ظمأ السائلين مؤكدين انه “ليس بالإمكان أبدع مما كان” لافتين إلى قدم المبنى ونقص السعة السريرية وضغط المراجعين ووجود مرضى مرفوضين من ذويهم ونقص الأدوية أحيانا وأخيرا عدم وجود موقع بديل يتناسب مع مكانة المستشفى “اليتيم” الذي يخدم جدة وتوابعها من رابغ شمالا إلى القنفدة جنوبا .. “المدينة” تلتقي في جولتها عددا من أقارب المرضى وتستجمع أسئلتهم لتضعها على طاولة مدير “نفسية جدة” د. سهيل خان لتصل في النهاية إلى أجوبة غير مفهومة عن أسئلة ترتدي ثوب “اللغز ” على سرير زائر صالح سعيد هو شقيق أحد المرضى قال: ليس لدينا حقوق تحمي المرضى النفسيين في طريقة التعامل معهم، هذا الشيء تيقن لي عندما رفض الهلال الأحمر نقل شقيقي إلى مستشفى الصحة النفسية إلا بوجود رجل أمن وبالفعل طلبت الدورية التي قامت بوضع السلاسل والقيود بيديه في داخل الإسعاف وكأنه “مجرم شرس” وأكمل سعيد 3 ساعات كاملة وأنا انتظر إدخال أخي إلى المستشفى ولكن للأسف لا يوجد سرير حتى ان القائمين على المستشفى طلبوا مني أخذه والمراجعة به بعد يومين وبعد ضغوط مني أخبروني بأن هنالك مريضا خرج زيارة ثلاثة أيام لأهله وهي زيارة “تجريبية له” وسوف يضعون شقيقي مكانه. هذا الحل “الجهنمي” جعلني اتساءل ماذا لو حضر المريض هل سيتم إخراج أخي أو أكون قد تسببت في حرمان مريض من أبسط حقوقة، السرير ب “الواسطة”. يوسف إبراهيم يقول لا أخفيك أن الذهاب لمستشفى الصحة النفسية يتطلب وجود “واسطة” لأي مريض حتى يتمكن من الحصول على “سرير” فعند الذهاب بأخي أخبروني بأن يجب علي المراجعة في الأسبوع المقبل بحجة عدم وجود سرير وتساءل إبراهيم لماذا لا يتم تزويد المستشفى بالأسرة أو بناء مستشفى آخر فمثل هذه الأمراض لا تحتمل التأخير وتمثل وجعا في جسد أسرة كاملة بل ربما كل المجتمع. من جانبه أوضح مصدر “بنفسية جدة” رفض ذكر اسمه بأنه منذ عام 1423 وهناك وعود بإنشاء مجمع مستشفى الصحة النفسية والأمل بسعة 500 سرير على أن يتم الانتهاء منه خلال 3 سنوات وبالفعل قامت الأمانة باختيار عدة مواقع للمستشفى ولكن في كل مرة يتضح بأنها مملوكة بصكوك وعليها تعديات وآخر ما تم التوصل موقع على طريق مكة وتمت ترسيته على أحد المقاولين ولكن اتضح أيضا فيما بعد بأن الأرض عليها تعديات