كعادة كل المصريات، تنتظر "يسرا" شهر رمضان كل عام، بفارغ الصبر، لما له من طقوس، وروحانيات تميزه عن غيره من أشهر السنة، ومع رمضان تستعيد ذكريات الماضي، كأنها فيلم سينمائي من الزمن الجميل. ترى يسرا أن "رمضان" هو الشهر الذي تتآلف فيه القلوب، ويتقرب فيه العبد إلى الله، وهو الشهر الذي يجلس فيه الإنسان ليحاسب نفسه عما فعل وعما قال، مشيرة إلى حرصها على أن تقضي الشهر الكريم بجوار عائلتها، وآراء أخرى في هذا الحوار. ماذا يمثل شهر رمضان لك، وما هي طقوسك في الشهر الكريم؟ شهر رمضان له قدسية خاصة في نفوس المسلمين، ولكن له منزلة أكبر لدي، فمع قدومه أسترجع على الفور ذكرياتي التي تشبه فيلما سينمائيا من الزمن الجميل، فأعود من خلاله إلى أيام الطفولة قبيل آذان المغرب، وصوت الشيخ النقشبندي وهو يبتهل بدعاء "مولاي"، وتجمع الأسرة على مائدة واحدة، والخروج بعد الإفطار للعب بالفانوس الذي كان يشتريه والدي لي، فتلك الأيام جميلة ولن تتكرر. وأحرص في هذا الشهر على الجلوس مع أسرتي الصغيرة، ومشاهدة الدراما، واستقبال الأقارب والصديقات، وإعداد الطعام بنفسي، خاصة إذا لم أكن مشغولة بأية أعمال فنية. حرصت خلال العامين الماضيين على تقديم أعمال كوميدية، فما السبب؟ كان من الصعب في الفترة الماضية تقديم أعمال سياسية، خاصة إذا كانت تتعلق بالثورة المصرية، لأنني أعتبر أن من الخطأ تقديم عمل عن ثورة لم تكتمل بعد، لذلك أردت الابتعاد عن السياسة قليلا، فقدمت في العام الماضي مسلسلا كوميديا، وهو "شربات لوز"، وفي رمضان الجاري أقدم مسلسل "نكدب لو قلنا ما بنحبش"، وهو عمل رومانسي اجتماعي، حاولت فيه أن أجذب المشاهد إلى منطقة بعيدة عن السياسة. شاركت في ثورة 30 يونيو، من أجل الحرية، أم من منطلق خوفك على مهنتك؟ من أجل السببين معاً.. ، فقد شاركت في مظاهرات 30 يونيو خوفا على حريتي، وأيضا على مهنة الفن التي تأثرت في ظل حكم "الإخوان"، وشهدت تراجعاً في حرية الرأي والتعبير، ولاشك أن مشاركتي في المظاهرات كانت أعظم حدث في حياتي، فرغم أنني بطبعي لا أحب الزحام، ولكن ثورة المصريين بمختلف فئاتهم، دفعتني إلى النزول إلى الشارع كل يوم، حتى سقط النظام. هل تتوقعين منافسة شرسة خلال الموسم الدرامي لهذا العام؟ بالطبع ستكون هناك منافسة قوية، خاصة أن هناك نجوما كبارا في الماراثون الحالي، وعلى رأسهم عادل إمام، وصلاح السعدني، ونور الشريف، وإلهام شاهين، وليلى علوي، إضافة إلى عدد كبير من النجوم الشباب، وهو ما يضفي على المشهد روح المنافسة بين أجيال مختلفة، وهذا يصب في النهاية في صالح المشاهد. هل يقلقك غزو الدراما التركية للفضائيات المصرية؟ إطلاقاً.. فالدراما المصرية ستظل هي الرائدة في العالم العربي، ولا يعني تراجع معدلات الإنتاج أن الدراما في خطر، بالعكس فرغم الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا أن كم المسلسلات المعروضة حالياً جيد للغاية، ولا ننكر أن المسلسل التركي له جمهوره، إلا أنه لن يكون بديلا عن العمل المصري بأي حال من الأحوال. وحرصا على دعم الدراما في هذه الفترة، أطلقنا كفنانين مبادرات لخفض الأجور، أو تأجيل الحصول عليها، في محاولة لتحريك عجلة الإنتاج، وخروج الأعمال إلى النور.