يغير شهر رمضان جملة من السلوكيات التي اعتاد عليها الناس طوال العام، إذ يتوقف المدخنون عن التدخين في فترة الصيام ويقل عند البعض عدد السجائر التي يستهلكها يوميا، كما أن هناك شريحة تستغل شهر رمضان ليكون بداية للإقلاع عن التدخين، إذ ترتفع نسبة الإقلاع إلى سقف ال80%. مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بجمعية نقاء محمد الطفيلي الزهراني، أكد ل"الوطن" أن نسبة الإقلاع في رمضان تكون كبيرة مقارنة بالشهور الأخرى وقد تزيد النسبة عن 80%، وعزا ذلك إلى أن المدخن في رمضان يكون في حالة امتناع عن الأكل والشرب والتدخين طيلة النهار، كما أن العبادات تجعله قريبا من ربه فيحسن صلته بالله سبحانه وتقوى عزيمته على ترك المنهيات، إضافة إلى أن التشجيع العائلي والإرادة القوية في التخلي عن هذه العادة السيئة يعززان من فرص الإقلاع عن التدخين، وبذلك يكون المدخن قد خرج في هذا الشهر بثلاث فرحات: فرحته يوم صومه وفرحته يوم فطره وفرحة إقلاعه عن التدخين. وأبان الزهراني أن شهر رمضان هو شهر التوبة والمغفرة وفرصة عظيمة لتغيير السلوك وتقويمه بما يرضي الله ولتنظيم الحياة وتخليصها من العادات السيئة وتقوية الإرادة الذاتية، وأوضح أن الآثار التي تنتاب المدخن فترة نهار رمضان، من تعب وتغيير في المزاج، هي نتيجة لعملية التطهير التي تحدث في الجسم، وأشار إلى أن الأطباء اعتبروا الصوم من أهم أسباب تخلص الجسم من سمومه التي تكدست فيه على مدى فترات طويلة من عمره، فالسموم التي يعمل الصوم على تنقية الجسم منها كثيرة ومتعددة، وسريانها في دمه قبل خروجها من الجسم يسبب ظهور حالات الصداع الحاد والتوتر، ولكن بعد التوقف مباشرة عن التدخين يقوم جهاز الدوران بالتحسن والتخلص من أول أكسيد الكربون العالق به. كما أن معدل ضربات القلب وضغط الدم يعودان إلى حالتهما الطبيعية بعد أن كانا مرتفعين نسبيا وتتحسن كذلك حاسة الشم والتذوق بعد أن كانتا ضعيفتين بسبب التدخين، وتبدأ كذلك الأهداب الدقيقة في النمو وتصفو القصبات الهوائية مما يجعل التنفس أسهل. أما على المدى البعيد فيقول الأطباء إن المدخنين الذين يقلعون عن التدخين يعيشون حياة صحية سليمة بحيث تصبح فرصتهم في الحياة كغيرهم من غير المدخنين، وبعد 10 سنوات من الانقطاع عن التبغ فإن فرصة الوفاة بسرطان الرئة تقل بنسبة 30- 50% للمدخنين السابقين مقارنة بمن لا يزالون مدمنين على الدخان، وكذلك يتم التغلب على أمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.