جرت العادة عند أهالي المنطقة الشرقية وسكانها والخليج عامة على اجتماع الأسرة أو الأصدقاء في ليالي رمضان اجتماعاً ودياً على مائدة يطلق عليها "الغبقة" وذلك بعد أداء صلاة التراويح وقُبيل وجبة السحور، وهي عادة وتقليد متوارث لأهالي المنطقة. وقال عدد من مواطني الشرقية ل" الوطن" إن "الغبقة" من الأمور المسلم بها في شهر رمضان المبارك، مشيرين إلى أنها من العادات القديمة التي اعتادوا عليها منذ الصغر كتقليد متوارث من الآباء والأجداد. وأوضح سالم الدوسري أن وليمة "الغبقة " تجمع رجال ونساء الأسرة ولا يشترك فيها غريب أو بعيد، مشيراً إلى أن اجتماعهم لا يحكمه قانون ولا علاقات رسمية وإنما ودٌ وألفة على صحنٍ واحد واسترجاع للذكريات. فيما قالت أفنان اليحيى إنهم اعتادوا "الغبقة" في ليالي رمضان كعادة مكتسبة رغم أنهم ليسوا من أهالي المنطقة، لافتة إلى أن إحياء عادة اجتماعية في شهر مبارك كالغبقة شيء مشرف يميز أهالي المنطقة عن غيرهم حيث يظهر فيها تآلف الأرواح وتصفية النفوس بعيدا عن كل الضغائن والخلافات، خاصة أنها تكون في شهرٍ فضيل يُتواصى فيه بالتسامح والغفران. وأضافت عائشة النعيم أن الأطفال والنساء يرتدون ملابس خاصة للغبقة، كالدراريع والجلابيات التي تحمل طابعا تراثيا قديما معروفا عند أهالي المنطقة والخليج العربي، مبينة أن مائدة الغبقة الرمضانية تشتهر بأطباق خليجية خاصة متعارف عليها. وذكر محمد الخالدي أن الغبقة تقليد اجتماعي عريق مرغوب فيه كما كان سابقاً حيث كانت وليمة بسيطة يُجتمع عليها وبمرور الوقت أصبح للغبقة الرمضانية عادات وتقاليد مختلفة من حيث التكاليف الباهظة والمبالغة والمغالاة من حيث أنواع الطعام وكمياته، فباتت الأسر تتنافس وتنفق مبالغ باهظة على الغبقات في ليالي الشهر الكريم داخل المنازل أو بحجز القاعات الفخمة، مضيفاً أن الغبقات الرمضانية أصبحت تدخل ضمن اهتمامات المطاعم والفنادق.