تتصدر “الغبقة” قائمة الولائم الرمضانية لدى أهالي المنطقة الشرقية، حيث تؤكل عادة بعد أداء صلاة التراويح، أو في وقت متأخر من الليل، حيث اشتق اسم المائدة من” الغبوق” عند أهالي البادية قديماً، ويعني تناول حليب الإبل في المساء ، و”الصبوح” الذي يعني تناوله في النهار. ويرمي الأهالي من وراء هذه العادة إلى التجمع، فتتحلق السيدات حول مائدتهن، بينما يجتمع الرجال على مائدة منفصلة، فيتبادلون الأحاديث، ويسترجعون الذكريات القديمة، من الطفولة، ومواقف مرحلة الشباب. وترتدي النساء ملابس خاصة للغبقة، وهي نوع من الجلابيات، أو “الدراريع” كما يعرفها أهالي المنطقة الشرقية، والخليج العربي، وهي ملبوسات تحمل الطابع التراثي القديم. وتشتهر مائدة “الغبقة” بكثير من الأطعمة، مثل “البلاليط” أو الشعيرية، التي تقدم ساخنة أو باردة محلاة بالسكر، ثم يزين الطبق بالبيض البلدي المقلي بالسمن النباتي، و”العصيدة”، حيث تعد من طحين البر ولحم الضأن، كما يعرف “المشخول” كأحد أبرز الأطباق في “الغبقة”، وهو رز يعمل بطريقة خاصة، مضافاً إليه اللوز المقشر، والزبيب والصنوبر، مع بعض القرفة والقرنفل، بعد تحميرها جميعاً في السمن، وكذلك المكبوس وهو لا يختلف عن سابقه سوى في زيادة بعض الأصناف كالثوم والزنجبيل والفلفل الأخضر والفلفل الرومي.