لم يجد الشاب إبراهيم الحمد قدرة على مقاطعة لعبته الإلكترونية المفضلة في شهر رمضان، وهو ما اضطره إلى الدخول للعبة عبر هاتفه المحمول لقضاء ساعتين قبل الإفطار. وعلى الرغم من كون الحمد لا يمارس الرياضة على أرض الواقع، إلا أن لعبته هي سباق الجري (FUN RUN) بمشاركة أصدقائه في العالم الافتراضي عبر شبكة الإنترنت، وبعض زملائه ومعارفه في المدرسة. ويتشاطر الحمد مع الكثير من الشباب ممارسة هذه اللعبة في الأيام العادية، مما جعلهم يدمنون على اللعب حتى في شهر رمضان، الذي يسعى فيه الناس لقضاء أوقاتهم في أشياء تنفعهم كالقراءة بشكل عام، وتلاوة القرآن بشكل خاص. وعن سبب الجلوس على هذه اللعبة لساعات طويلة، يقول "إن الألعاب الإلكترونية تحتاج إلى تركيز كبير ومجاراة اللعبة بشكل مستمر، والتي من شأنها أن تنسي الصائم مرارة الجوع والعطش وقصر ساعات الصيام، من خلال الحماس الذي تثيره اللعبة". فيما يدعو ماجد الفوزان إمام مسجد، الشباب إلى الاستغلال الأمثل لشهر رمضان، ويذكرهم بأنه شهر عبادة وعتق من النار، والفائز به من استبق الخير وقام به، مبيناً أن انتشار الألعاب صرف الشباب المسلم عن الأعمال الصالحة التي تنفعهم. وأضاف أن على الشباب أن يعرفوا الأوقات التي يمارسون فيها تلك الألعاب الإلكترونية، بحيث لا تأخذ جل أوقاتهم، ولا تصرفهم عن واجباتهم الدينية التي هي أساس الاستقامة وصفاء القلوب، مشيراً إلى أن هناك البعض من الشباب يستهوون هذه الألعاب الإلكترونية، والتي أثرت على أعمالهم وصرفتهم عن أبنائهم، وهو الأمر الذي يجب الوقوف عنده وقفه جاده، داعياً إلى تكثيف الرسائل التوعوية من خلال الإعلام المرئي والمقروء. في المقابل، تشير الدراسات الطبية إلى أن العديد من التقنيات المرئية الجديدة تحتوي على وميض متقطع قد يتسبب في حدوث نوبات من الصرع، إذ إن الاستخدام المتزايد لهذه الألعاب الاهتزازية تزيد احتمال إصابة الأطفال بمرض ارتعاش الأذرع والأكف، إضافة إلى حدوث مجموعة من الإصابات الخاصة بالجهاز العظمي والعضلي نتيجة للحركة السريعة المتكررة أثناء ممارسة هذه الألعاب، وأن كثرة حركة الأصابع على لوحة ذراع اللعبة والمفاتيح تسبب أضراراً بالغة لإصبع الإبهام ومفصل الرسغ نتيجة لثنيهما بصورة مستمرة.