انتشرت الأجهزة والألعاب الالكترونية في السنوات الأخيرة في المنازل والأماكن الترفيهية المختلفة، حتى ازداد عدد المستخدمين لها بشكل مبالغ وأصبحت جزءً من حياتهم اليومية، ونظراً لما تعتمد عليه هذه الألعاب من سرعة التركيز والتفكير، وفي ظل غياب الرقابة على المحلات وعدم رقابة الأسرة لتلك الألعاب، قد تتحول هذه الهواية من مجرد لعبة بريئة إلى أفكار هدامة وعادات تتعارض مع تقاليد وتعاليم المجتمع العربي. لذلك أطلق طلاب وطالبات جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية حملة للتوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال، إيماناً منهم بأهمية الوقاية والمعرفة كثقافة يحق لكل فرد من أفراد المجتمع أن يصل إليها وأن تصل إليه في مدن ومناطق المملكة. واعتبر أخصائيون في التربية وعلم النفس، أن إدمان الطفل والمراهق لهذه الألعاب قد يؤدي إلى مخاطر وإصابات صحية، تنتهي بإعاقات مثل إصابات الأطراف والرقبة والظهر عند الجلوس بطريقة خاطئة أمام هذه الألعاب لفترات طويلة، لعدم قيامهم بأي تمارين رياضية بسيطة خلال أوقات اللعب، لهذا قد تكون من أهم أسباب السمنة عند الأطفال والمراهقين. كما أشاروا إلى أن الوميض المتقطع المتباين من الإضاءة في الرسوم المتحركة، قد يؤدي إلى حدوث نوبات من الصرع لدى الطفل، كما يسبب الاستخدام المتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية إلى الإصابة بمرض ارتعاش الأذرع، فضلاً عن مجموعة من الأمراض خاصة بالجهاز العضلى والعظمى، وإلحاق أضرار بالغة لإصبع الإبهام نتيجة لكثرة الحركات الممارسة به أثناء اللعب وثنيهما بصورة مستمرة. كما أكد خبراء الصحة أن عين الطفل تتأثر بالسلب عند اللعب لفترات طويلة، حيث إن حركة العينين تكون سريعة مما يؤدي إلى إجهادها وحدوث الاحمرار والجفاف والزغللة بها، ومن ثم يبدأ الطفل بالشعور بالصداع وأحياناً بالاكتئاب. وقدر خبراء في مجال الألعاب الإلكترونية حجم إنفاق الطفل السعودي على ألعاب الترفيه الإلكتروني بنحو 400 دولار سنوياً، وأكدوا أن السوق السعودية تستوعب ما يقرب من 3 ملايين لعبة إلكترونية في العام الواحد، منها عشرة آلاف لعبة أصلية والباقي تقليد، ويشير أحد مسؤولي التسويق بشركة متخصصة في مجال الألعاب الإلكترونية إلى أن أسواق المملكة استوعبت حوالي مليون و800 ألف جهاز بلاي ستيشن، موضحاً أن أكثر من 40% من البيوت السعودية تضم جهازاً واحداً على الأقل.