بينما شهدت منصات تطبيقات التراسل عبر الهواتف الذكية، وصفحات شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية تداول ملايين الرسائل التي أرسلها مستخدمو هذه الوسائل للتهنئة بحلول شهر رمضان، شهدت تقنية الرسائل النصية القصيرة صمتاً ملحوظاً، وسجلت تراجعاً كبيراً أمام التقنية الحديثة، وهو ما دفع شركات الاتصالات لتخفيض رسوم الرسائل النصية. وبينما استغنت شريحة كبيرة من مستخدمي تكنولوجيا الاتصال الذكية عن الرسائل النصية القصيرة (sms) ما يزال عدد قليل، أكثرهم من كبار السن الذين لا يستخدمون تلك التقنية، متمسكين بخيار الهاتف التقليدي وبخدمة الرسائل القصيرة كخيار أساسي للتواصل والتهنئة بالمناسبات المختلفة. وبحسب مصادر "الوطن"- في شركات الاتصالات فإن الإقبال على الرسائل الخلوية (النصية القصيرة sms) أخذ في التراجع خلال العام الجاري بشكل ملحوظ مع الانتشار الكثيف للهواتف الذكية وتطبيقاتها المجانية للتراسل مثل "واتس أب"، "بلاك بيري ماسنجر"، و"فايبر"، وغيرها من التطبيقات. ومن جهته أكد أحد العاملين ومدير التسويق في إحدى شركات الاتصالات في المملكة – رفض الإفصاح عن اسمه - استمرار تراجع حركة الرسائل القصيرة الخلوية، وبشكل أصبح يجعل شركات الاتصالات تعيد حساباتها في رسوم الرسائل النصية ودفع ببعضها لجعلها مجانية ووسيلة إعلان لرفع منسوب المبيعات الأخرى والاشتراكات أكثر منها وسيلة دخل مع الانتشار المتزايد للهواتف الذكية وتطبيقات التراسل المجانية التي يتوقع أن تسيطر على مشهد السوق خلال السنوات المقبلة. ويقول المستخدم طارق باحكم، الموظف الحكومي، إن معظم استخداماته لهاتفه المتنقل تتركز في المكالمات الصوتية التي يجريها لأغراض العمل أو للاتصال بأفراد عائلته ومعارفه، مشيرا إلى أن خدمة الرسائل النصية الخلوية القصيرة (SMS) تراجع استخدامها، ويرى في مواقع التواصل الاجتماعي حلاً بديلاً عن الرسائل النصية التي ما تزال مرتفعة الثمن بالنسبة لرسوم الاتصال مقارنة بالدول الأخرى، مضيفاً أنه قام بإرسال رسائل تهنئة بحلول رمضان لأقاربه ومعارفه الذين يمتلكون بعض التقنيات الحديثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأنها أغنته عن الرسائل النصية المكلفة إذا ما استخدمها للتواصل والتهنئة مع أكثر من تحفظهم ذاكرة جواله من أصدقاء وأقارب. وقال المواطن مجدي أحمد إنه في ظل وجود برامج التواصل الاجتماعي زادت التهنئة بقدوم شهر رمضان من خلالها، مضيفا أن هناك انخفاضا في استخدام الرسائل النصية التقليدية ال "sms". وأكد أن وجود برامج التواصل الاجتماعي كالفيسبوك، وتويتر، والواتس أب، ساهم كثيرا في التواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء بعيدا عن إغراءات تنافس شركات الاتصالات في تخفيض رسوم "الرسائل النصية" والتي ما تزال مكلفة إذا ما قورنت بالرسائل عبر الوسائط الأخرى الحديثة. ويقول المواطن حاتم مدني: يظهر جلياً انهيار خدمة الرسائل النصية الخلوية القصيرة وعدم صمودها في وجه طوفان تطبيقات التراسل للهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي، مفيداً بأن ذلك لا يقتصر على التهنئة فقط، ولكن يشمل جميع ظروف التواصل الاجتماعي. ويؤكد أيضاً المستخدم محمد الشريف الذي يعتمد على تقنية الهواتف الذكية في تطبيقات قنوات التواصل الاجتماعي للتواصل بالتهاني مع معارفه أن مجانية تطبيقات للتراسل هي التي جعلت هذه الوسائل تتقدم على الخدمات التقليدية، مبيناً أنه يضطر أحيانا للرسائل القصيرة مع عدد من معارفه الذين ما زالوا خارج دائرة استخدام الهواتف الذكية التي تغطي اليوم أكثر من نصف عدد مستخدمي الهواتف المتنقلة في المملكة.