على الرغم من الفوائد الكثيرة لنبات "العرقسوس"، والذي يزداد استخدامه خلال شهر رمضان، إلا أن أطباء حذروا من تناوله بكثرة، خاصة بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم، والقلب. يقول استشاري طب الأمراض المعدية، ومكافحة العدوى بكلية الطب بجامعة عين شمس، الدكتور أحمد رمزي، إن التجارب أثبتت أن عشبة العرقسوس لها فوائد كثيرة، حيث تحتوي على مواد فعالة تشبه في آثارها مادة "الكورتيزون"، المضادة للالتهاب، ولكنها تتميز عنه بقلة آثارها الجانبية، لذلك يسهم "العرقسوس" في علاج الأمراض الصدرية، والربو الشعبي، والسعال المزمن. وأضاف أنه على الرغم من تلك الفوائد، إلا أن "العرقسوس" يعتبر من الأعشاب الخطيرة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب عموما، أو فشل عضلة القلب تحديدا، حيث تتسبب مادة "كاربينوكسلين" الموجودة به في احتباس السوائل وأملاح الصوديوم بالجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع بضغط الدم، أو ضعف في قوة عضلة القلب، كذلك تتعارض هذه المادة مع تأثير الكثير من أدوية الضغط المشهورة، وتعظم من آثارها الجانبية، ومنها فقدان أملاح "البوتاسيوم" من الجسم". وأوضح الدكتور رمزي أن مرضى الكلى ينصحون بتجنب شرب "العرقسوس"، لأن خلل وظائف الكلى الذي يعانون منه، قد يؤدي إلى احتفاظ الجسم بالسوائل بشكل أكبر، وأيضا يتسبب اختلالا في توازن الأملاح في الجسم. ولفت إلى أن مرضى السكر أيضا ينصحون بالابتعاد عن "العرقسوس"، لأنه حتى وإن كان غير محلى بالسكر يحتوي على كم من السكريات 50 مرة أكثر من السكر العادي، المستخدم في التحلية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم بشكل خطير". وأشار الدكتور رمزي إلى أن مرضى الكبد يجب أن يتجنبوا تناول "العرقسوس" نظرا لتأثيره السلبي على عملية التخلص من بعض الأدوية داخل الكبد، وتوازن الأملاح بالجسم. وأكد أن "العرقسوس" من الأعشاب السحرية في الطب البديل، لكنه يحتاج إلى احتياطات خاصة عند استعماله، حيث يجب على المريض استشارة طبيبه، قبل تناوله، لما له من الآثار الجانبية على بعض المرضى.